على بعد 27 كيلومترا عبر الطريق الجهوية 316 الرابطة بين سطات وابن أحمد، تجد مركز رأس العين الشاوية التابع لدائرة ابن أحمد إقليمسطات، البالغ عدد سكانه 3614 نسمة من مجموع عدد سكان الجماعة البالغ 14747 نسمة، وفق آخر إحصاء للسكان والسكنى سنة 2014. بعد وصولنا إلى مركز رأس العين الشاوية، وقفنا على ضعف البنية التحتية، وغياب ملاعب القرب والمنتزهات، باستثناء "منتزه العين"، المغلق منذ سنين إلى أجل غير مسمّى، إلا أن عددا من الأطفال والشبان يتجاوزون السور للاستمتاع بمنبع المياه، حيث يسبحون في مياه ملوثة غير مبالين بالخطر؛ في حين فضّل آخرون اصطياد الأسماك الصغيرة، بينما تنشغل عدة نساء باستغلال مياه العين في غسل الثياب والأثاث. وحين كنا بصدد التقاط صور سمعنا صوتا ينادي: "أجي أخويا صوّرنا وخرجنا في الجورنال باش يعرفو هاد العين راه مهمشة...شوف الحوت والماء والأشجار والمنظر الجميل..خاصهم يصلحو هاذ العين ويديروا ملاعب باش نلقاو فين نقضيوا وقت الفراغ..ويزيدو يوسعوا سبيطار"، يقول أحد الشبان من سكان رأس العين، والذي صادفناه رفقة أصدقائه يعدون وجبة غذاء في إطار نزهة بالمنتزه المغلق. جمعويون ينشدون التنمية مراد دحّان، رئيس جمعية شروق للتنمية البشرية بجماعة رأس العين الشاوية، أكد في تصريح لهسبريس أن الجماعة تتخبط في مشاكل عدّة، على رأسها ضعف الخدمات الصحة، إذ إن المستوصف الصحي بالمركز "في حالة يرثى لها"، معلّلا ذلك بالنقص الحاصل على مستوى الموارد البشرية واللوجيستيك، وعدم توزيع الأدوية على المواطنين بطريقة منظّمة. وأشار المتحدث ذاته، في إطار تشخيصه لوضعية المرافق العامّة برأس العين الشاوية إلى أن المتنفس الوحيد المتمثل في منبع رأس العين، الذي يتميز بالمناظر الطبيعية ووجود أسماك ومياه عذبة، يتخبط في وضعية إهمال، أمام غياب منتزهات للأطفال وملاعب للشباب، مسجّلا عدم تعبيد الطرق الرابطة بين المركز والدواوير المجاورة، ومستحسنا تبليط أزقة محدودة. وسجّل المتحدث ذاته عدم الاهتمام بالعنصر النسوي، إذ تغيب مرافق عمومية مدعّمة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية خاصة بالنساء، كما وصف وضعية السوق ب"الفوضوية"، أمام "غياب التنظيم وضعف الإنارة التي تتعرض للانقطاع بسبب التغيرات المناخية". وطالب الفاعل الجمعوي ذاته المسؤولين بالاهتمام بالأولويات وردّ الاعتبار للخدمات الصحية والترفيهية، وتعزيز أسطول النقل المدرسي؛ بإصلاح الحافلات المعطّلة، مضيفا: "المجلس الجماعي عوض أن يهتم بالخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطنون يتجه إلى تنظيم المهرجانات والمواسم". مشاريع في الأفق أحمد فريق، النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي رأس العين الشاوية، أوضح في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن المجلس الجماعي، ومنذ توليه المسؤولية، يعمل على التنسيق مع المندوبية الجهوية للصحة بسطات، في التقسيم السابق، وكذا المديرية الإقليمية حاليا، لتحقيق خدمات صحية في المستوى بالمركز الصحي، خاصة أمام قلة الأدوية، مضيفا أن جميع دورات المجلس تناقش المشكل الصحي على مستوى الجماعة. وأشار نائب الرئيس إلى أن هناك اتفاقية شراكة بين الجماعة ومندوبية الصحة، جرى بموجبها تزويد الجماعة بسيارة إسعاف لنقل الحالات المستعصية إلى سطات، مع المطالبة بتوسيع المركز الصحي وتسييجه لكونه لا يتوفر على عدة خدمات، ولا يتسع لاستيعاب جميع الحالات الوافدة يوميا، مضيفا: "جرى طرح المشكل بقبة البرلمان من طرف الرئيس، وتلقى جوابا من الوزير بكون مشكل الموارد البشرية واللوجيستيك والأدوية تعاني منه وزارة الصحة على الصعيد الوطني". وعلى مستوى البنية التحتية قال ممثل المجلس الجماعي إن الوضع تطلّب من المجلس القيام بالتشخيص وإنجاز الدراسات في البداية للمشاريع التي ستكون ذات قيمة مضافة، موضّحا أنه وضع مشروع عمل للجماعة يهدف إلى تحسين البنيات التحتية، منه ما أنجز على مستوى عدة أحياء، مع العمل على تغيير مكان السوق الأسبوعي، معتبرا السوق الحالي مرفقا مؤقتا. وبخصوص المرافق الترفيهية قال نائب الرئيس إن مشروع الجماعة الممتد من 2017 و2022 أخذ بعين الاعتبار المنتزه الوحيد المسمى "العين"، الذي يتوفر على مواصفات تؤهله ليكون منتزها وطنيا، موضّحا أن الإكراه والعائق الكبيرين أن "منتزه العين" مهدد بالفيضانات، وهو ما يتطلب أموالا باهظة، مشيرا إلى أن المجلس يعمل على تحقيق حلم "منتزه العين"، بتعاون مع وزارة الإسكان وأفراد من الجالية المنحدرة من المنطقة عبروا عن رغبتهم في تقديم المساعدة لإخراج المنتزه إلى الوجود.