وادي النعناع قرية صغيرة توجد بين مدينة ابن أحمد ورأس العين الشاوية على بعد 40 كيلومترا تقريبا من مدينة سطات، يبلغ عدد سكانها 6991 نسمة، حسب إحصاء السكان والسكنى لسنة 2014، وتتوفّر على مقر للجماعة ومركزين صحيين، ومؤسسات تعليمية ابتدائية وإعدادية وثانوية إضافة إلى معهد تقني فلاحي مغلق. وسمّيت بوادي النعناع، حسب ما رواه أحد السكان المنطقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، نسبة إلى المجرى المائي الذي كان يخترق جغرافيا المنطقة، ويستغله السكان في سقي نبتة النعناع، والذي جفّ مع مرور الزمن. قبل الوصول إلى مركز جماعة وادي النعناع التابع لدائرة ابن أحمد، يلوح في الأفق تجمّع سكني صغير تبدو عليه علامات الهشاشة: بنايات آيلة للسقوط تحوّلت إلى أطلال، وأصبحت مرحاضا في الهواء الطلق ومطرحا للنفايات، زيادة على غياب المرافق الخاصة بالشباب، كملاعب القرب ودور الشباب وناد نسوي، باستثناء معهد تقني للفلاحة أغلق وتوقّفت خدماته، وتم الاكتفاء بالمعهد الموجود بمنطقة أولاد مومن بنواحي سطات. في تصريح لهسبريس، أوضح عبد الغني دلال، وهو فاعل جمعوي بمنطقة وادي النعناع، أن ربط منازل المواطنين بالماء والكهرباء لا يطرح أي مشكل في المنطقة، معلّلا ذلك باعتماد السكان على آبارهم الخاصة بفضل الفرشة المائية التي تتميز بها المنطقة. في المقابل وصف المسالك الطرقية بجماعة وادي النعناع ب"المتهالكة" وناقصة الجودة، خاصة في فصل الشتاء، حيث تصير عائقا أمام تنقل المواطنين لقضاء أغراضهم. وعلى المستوى الصحي، أوضح الفاعل الجمعوي أن الجماعة تتوفر على مركزين صحيين بالمركز والنخيلة، يقدمان خدمات لا تتجاوز الإسعافات الأولية، وهو ما يجعل السكان، يضيف عبد الغني دلال، لا يعتمدون كثيرا على خدماتهما، ويفضلون التوجه بمرضاهم نحو المركز الاستشفائي سطات، خاصة النساء الحوامل. وأكد المتحدّث ذاته أن النقطة السوداء بالمنطقة تهمّ شباب المنطقة، وتتمثّل في انعدام المرافق الثقافية والرياضية، وغياب الاهتمام بهذا المجال، مشيرا إلى أنه "رغم الحوارات التي أجريت مع المجلس الجماعي، فإن وصاية إحدى الجماعات القريبة على قرارات مجلس جماعة وادي النعناع أدت إلى غياب الاستقلالية في اتخاذ القرار"، وفق تعبيره. وأشار عبد الغني دلال إلى تراجع قيمة المعهد الفلاحي بجماعة وادي النعناع، الذي كان يقدّم خدمات وتكوينا للطلبة، قبل ان يتمّ إغلاقه لما يقارب ثلاث سنوات، ونقل خدماته إلى مركز جديد بمنطقة أولاد مومن بنواحي سطات، ونوّه الفاعل الجمعوي بجودة الخدمات الإدارية المقدّمة للمواطنين من قبل مصالح الجماعة الترابية، وكذا خدمات النقل المدرسي، رادّا ذلك إلى ضعف الكثافة السكانية بالمنطقة، وتقوية أسطول النقل، وإحداث ثانوية إعدادية بمركز الجماعة قريبة من مقرات سكن المستفيدين. وطالب الفاعل الجمعوي ذاته بإحداث دار للشباب حتى يتمكن الشباب من ممارسة هواياتهم نهاية كل أسبوع على الأقل، وتوفير ملاعب للقرب لممارسة الرياضة. كما طالب بإعادة ترميم المسالك الطرقية، مشيرا إلى غياب تعاونيات نسوية تهتمّ بشؤون المرأة القروية بوادي النعناع على غرار منطقة سوس مثلا. وكشف أن المرأة القروية بجماعة وادي النعناع تبقى ربّة بيت مائة في المائة، مقترحا إحداث دورات تكوينية حول كيفية الاستفادة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتدبيرها في إطار التوعية والتكوين. هسبريس سعت جاهدة للحصول على رأي المجلس الجماعي لوادي النعناع، لكشف برنامجه التنمويّ، حيث انتقلت إلى مقر الجماعة، لكنها لم تعثر على أي محاور باستثناء أحد الأعوان الذي حرص على إغلاق باب الجماعة بعد انتهاء الوقت الإداري. كما ربطنا الاتصال برئيس الجماعة دون تلقي أي جواب منه، فبعثنا إليه رسالة نصية وضّحنا له من خلالها هويتنا وسبب اتصالنا، فوعدنا بالاتصال لاحقا قصد توضيح الأمور، غير أنه لم يَفِ بوعده، وهو ما دفعنا إلى الاتصال به أكثر من مرة، وقد طلب منا مهلة إضافية حدّدها بنفسه، إلاّ أنه لم يتجاوب مع حقنا في الحصول على المعلومات وتوضيح البرامج والمشاريع التنموية التي يعتزم المجلس إحداثها لفائدة الساكنة.