احتفاءً بحركة التأليف والترجمة والإبداع بكلية الآداب بابن زهر، نظمت شعبة اللغة العربية وآدابها لقَاءَات ثقافية لتقديم مجموعة من الإصدارات؛ منها المترجم ومنها ما يهتم بالترجمة والتنوع الإعلامي. اللقاء الذي حضره مجموعة من أساتذة الجامعة وطلبة سلك الإجازة والماستر ومجموعة من المهتمين يهدف حسب منظميه إلى تقريب مجموعة من الإصدارات المتخصصة للطلبة وللباحثين، لاسيما في مجال الإعلام والتنوع الإعلامي. أثناء تقديمه لكتاب "ميثودولوجيا البحث في اللغات والآداب والتنوع الإعلامي"، لصاحبه عبد النبي ذاكر، أكد سليمان بحاري في كلمة عن هذا العمل المترجم أنه "يملك راهنية كبيرة في القضايا التي يناقشها"، وأن مُترجمه، وهو الذي يُدرس الأدب المقارن بابن زهر وله إصدارات متنوعة، "منح حياة جديدة لهذا الكتاب من خلال بعض التصرف في الترجمة لتحيين النص الأصلي"، في إشارة إلى أن الكتاب الأصلي صدر باللغة الفرنسية سنة 1996، وهو من تأليف الباحثين المغربيين أحمد الصافي وعبد الله حموتي. المتحدث نفسه زاد أن "الطالب يحتاج إلى إتقان طرائق البحث ومناهجه أكثر من حاجته إلى التركيب"، وأضاف: "هذا الكتاب يعطي للطالب الضوابط التي تمكنه من إنتاج بحث جامعي جيد شكلا ومضمونا". أما صاحب "ميتودولوجيا البحث في اللغات والآداب والتنوع الإعلامي"؛ فأبرز في كلمته أمام جمهور الطلبة والباحثين رغبته في الإفادة في موضوع التنوع الإعلامي، لاسيما أن كلية الآداب افتتحت قبل سنوات مسلك الماستر للتحرير الصحفي والتنوع الإعلامي، ولوجود طلبة لا يقرؤون بغير اللغة العربية، سواء من المغرب أو من موريتانيا والسودان، ممن يدرسون بابن زهر. من جهته أثنى عبد السلام فيزازي أثناء تقديمه لقراءة في كتاب "الاتصال الجماهيري والتنوع الإعلامي" على مؤلفه الدكتور حسن حمائز، معتبرا أن هذا العمل الذي صدر مؤخرا "دليل موسع ومهم، كان يجب أن يشتغل عليه فريق من الباحثين وليس شخصا واحدا". المتحدث نفسه زاد أن "هذا الكتاب الذي يضم أزيد من 300 مصطلح إعلامي يعد مرجعا يغني طلبة الإجازة المهنية وطلبة الماستر عن مجموعة من المراجع الأخرى، خاصة أنه يحيل على مكتبة كبيرة من المراجع والمصادر". ولم ويفت الفيزازي أن ينوه بمجهودات زميله في جامعة ابن زهر حسن حمائز وما عانى منه في سبيل أن تقام إجازة وماستر لتكوين الصحافيين والباحثين في الإعلام بكلية آداب أكادير. أما حسن حمائز فأورد في مداخلة له في اللقاء ذاته أن كتابه الموسوم ب"الاتصال الجماهيري والتنوع الإعلامي"، عبارة عن "جواب على تأسيس مسلك التحرير الصحافي إجازةً وماستر بكلية الآداب"، وزاد: "هناك من تساءل عن علاقتنا بالإعلام وبالصحافة أثناء فتحنا لمسالك التكوين المتعلقة بالتحرير الصحافي والتنوع الإعلامي، إلا أن الأستاذ الباحث يمكنه بمثابرته القراءة والبحث وإنتاج معرفة أكاديمية". حمائز، الذي يرأس مسلك التحرير الصحافي والتنوع الإعلامي بكلية الآداب، أردف بأن "البحث في موضوع التنوع الإعلامي يوجد فقط بريطانيا وبهذه الكلية، وهو موضوع حديث، مازال في حاجة إلى اشتغال". فيما تنوعت مداخلات الباحثين والطلبة، وأبرزت حاجتهم إلى الكتب التي تتناول مناهج البحث وتحيط بقضايا التنوع الإعلامي والتأثير الجماهيري. كما انصب النقاش حول قضايا الترجمة ووسائل الإعلام وغير ذلك. يُذكر أن هناك جلسات علمية أخرى في اليوم نفسه، وفي مجال البحث نفسه، تم فيها تقديم كتب من إصدارات أساتذة جامعيين، أمثال "في الترجمة، مقالات مترجمة"؛ لعبد السلام فزازي، و"الحياة الاجتماعية والسياسية للبربر"، ترجمة محمد ناجي بن عمر.