احتج العشرات من سكان جماعة ارغيوة، اليوم الثلاثاء، أمام مقر عمالة إقليمتاونات، على مشروع إحداث مطرح جماعاتي للنفايات بأرض تدعى "لوطا"، توجد بين واديي أسرا وورغة، وتتبع للنفوذ الترابي للجماعة ذاتها؛ وهو المطرح الذي تمت برمجته من طرف عمالة الإقليم لتخصيصه لجمع النفايات المنزلية للجماعات القروية والحضرية التابعة لدائرة تاونات. ويقول المعترضون على إقامة هذا المشروع إن اختيار موقع لوطا لإحداث هذا المطرح من شأنه أن يعرض مناطق فلاحية شاسعة بالمنطقة لأضرار بيئية واقتصادية خطيرة؛ فضلا عن إلحاق الضرر بالفرشة المائية وبمجرى واديي أسرا وورغة اللذين تستغل مياههما في السقي وفي إرواء عطش ماشية عدد من الأسر القروية المقيمة على ضفتي النهرين. إلى ذلك، وصف مصطفى أبانا، الناشط الجمعوي بجماعة ارغيوة، في تصريح لهسبريس على هامش الوقفة الاحتجاجية المذكورة، مشروع إحداث مطرح جماعاتي للنفايات بجماعة ارغيوة ب"الغامض"، نظرا ل"عدم استشارة الساكنة المحلية خلال مراحل إنجاز الدراسة التقنية لهذا المشروع"، مضيفا أنه لدى اتصال الفاعلين المحليين برئيس الجماعة لاستفساره حول حقيقة هذا المطرح يجيبهم بكون برمجته تمت من طرف العمالة دون إشراك الجماعة. وذكر المتحدث ذاته أن الساكنة لدى علمها ببرمجة هذا المطرح بأراضي الجماعة بادرت إلى رفع عريضة تضم أزيد من 600 توقيع إلى جميع الجهات المعنية، بما فيها عمالة الإقليم، تعترض من خلالها على إحداثه. وأرجع الناشط الجمعوي ذاته أسباب رفض إحداث هذا المطرح لما ستكون له من عواقب بيئية واقتصادية "خطيرة" على جماعة ارغيوة، موردا أن أحد المستثمرين الأجانب بالمنطقة، والذي أقام استثمارات فلاحية مهمة على مساحة تناهز 13 هكتارا بأراضي الجموع، يعترض بدوره على إحداث هذا المطرح؛ فضلا عن اعتراض وزارة الأوقاف عليه، نظرا لكونها تمتلك استغلالية للأشجار المثمرة بالمنطقة ذاتها، مضيفا أن المطرح، الذي سيقام على 16 هكتارا، سيلحق، كذلك، ضررا فادحا بمشروع السقي لحوض بوهودة. وأضاف مصطفى أبانا أن تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية "يأتي لإسماع صوت الساكنة المعترضة على إقامة هذا المطرح، خصوصا بعد أن سدت في وجهها أبواب الجماعة للتواصل معها فيما يخص هذا المشروع، بالإضافة إلى عدم التجاوب مع عريضتها المرفوعة إلى الجهات المعنية". وأوضح الفاعل الجمعوي ذاته أن الدراسة المنجزة لإقامة هذا المشروع تشوبها مجموعة من المغالطات، من قبيل الإشارة إلى أن الأراضي التي سيتم إنجاز المطرح عليها غير مستغلة. والحقيقة، يؤكد مصطفى أبانا، أن هذه الأراضي يتم استغلالها من طرف عدد من الأسر القروية وتشكل مصدر قوتها الرئيسي؛ كما أن الورقة التقنية للمشروع تشير إلى تواجد المواشي في شكل مجموعات صغيرة. والواقع، حسب المتحدث ذات، عكس ذلك، إذ يوجد أزيد من ألفي رأس من الماشية تعيش على الرعي في ذلك المكان. وختم الفاعل الجمعوي ذاته حديثه مع هسبريس حول ما أثاره إحداث مطرح جماعاتي للنفايات بجماعة ارغيوة من جدل بالتأكيد أن الجماعة لا يمكنها أن تتحمل مسؤولية استقبال أزبال مدينة تاونات و14 جماعة أخرى. وتميزت الوقفة المشار إليها، التي عرفت حضورا أمنيا مكثفا، بمؤازرة من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاونات، والتي قال ناشطها رشيد البكوري، في تصريح لهسبريس، إن مساندة المحتجين في مطالبهم "تأتي لما سيترتب عن إحداث المطرح من انعكاسات خطيرة على منطقة فلاحية جد حساسة تحتوي على مجموعة من الضيعات الزراعية"؛ وزاد: "كما أن موقع المطرح، بالقرب من تقاطع وادي أسرى ونهر ورغة، يشكل تهديدا للثروة المائية بالمنطقة، الجوفية والسطحية، وخاصة حقينة سد الوحدة التي تشكل أكبر خزان للمياه بالمغرب". وأضاف الحقوقي ذاته أن "من شأن إحداث هذا المطرح أن تكون له انعكاسات خطيرة على صحة المواطنين، على اعتبار أن المنطقة تعد المزود الرئيسي لأسواق تاونات بالخضر"، مطالبا بالتراجع الفوري عن قرار إحداث المطرح حفاظا على البيئة والصحة العمومية للمواطنين. يشار إلى أن هسبريس حاولت أكثر من مرة الاتصال برئيس جماعة ارغيوة لأخذ توضيحاته حول موقف مجلس الجماعة من إحداث هذا المطرح الجماعاتي للنفايات بأرض تابعة للنفوذ الترابي لجماعته القروية، لكن هاتفه كان، دائما، غير مشغل أو خارج التغطية.