ووري الثرى، بمدينة ايت اورير، جثمان المعتقل السياسي السابق أحمد خيار، المعروف بحيوط، والذي حكم عليه خلال سنوات الرصاص بالإعدام، بعدما أدين بقتل مخبر كان وراء اعتقال منتمين إلى حزب الاتحاد الاشتراكي. ويعد الراحل من أقدم المعتقلين السياسيين بالمغرب، وتميزت فترة سجنه بقضائه قرابة 20 سنة في خيمة إسمنتية، قبل أن يأمر الملك الحسن الثاني بتحويل عقوبة الإعدام إلى سجن محدد. أحمد الخيار، المنتسب إلى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، هاجر إلى فرنسا كعامل، وشكل العمود الفقري لإحدى الخلايا السرية، ثم دخل المغرب بتكليف من الفقيه البصري لقتل مصنف خائنا ارتبط اسمه برمى عشرات المناضلين من منطقة أمزميز في السجن. إدريس أبو الفضل، الاتحادي وأحد المكلفين بإعداد تقرير عن المحاكمة الكبرى لسنة 1971، التي عقدت للبت في قضية قتل أحمد خيار للمناضي، أوضح لهسبريس أن "حيوط" عاش بالجزائر بعدما غادر المغرب قسرا. وأضاف المتحدث ذاته أن المناضي ربما كان ضمن حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وكانت له بنت تعمل لدى ضابط عسكري يقيم بمدينة الرباط، فبلغه بعمليات التدريب، فقام الأخير بنقل الخبر إلى المسؤولين الذين بعثوا فريقا من الاستعلامات الخاصة للمراقبة، وتمكنوا بعدها من ضبط أمكان التدريب. "أحمد خيار قرر الانتقال من دوار أيت أورير بمنطقة مسفيوة التابعة لإقليم الحوز إلى المجال الترابي لأمزميز، للانتقام من المناضي، فسافر مصاحبا مسدسه، وقام بجمع المعلومات عن المعني الذي أفشى سر عمليات التدريب، وبعدها تعرف عليه بصفة خاصة، وذات يوم خاص بالسوق الأسبوعي اعترض طريقه وقتله"، يروي أبو الفضل. "الراحل اعتقل بعد قتله المناضي، وحوكم ضمن ما يسمى مجموعة 1971 بالإعدام، لكنه قضى حوالي 16 سنة بحي المحكومين بالإعدام"، يحكي أبو الفضل بصوت يملؤه الافتخار، متذكرا لحظات جلسة المحاكمة التي كانت تعرف حضور محلفين والجيش، حيث "أبان أحمد الخيار رجولة وشهامة كبيرتين". وتابع أبو الفضل، وهو نقيب سابق للمحامين بهيئة مراكش، بقوله: "رئيس هيئة الحكم سأل أحمد خيار إن كان فكر في أن القتل سيؤدي إلى ترك أبناء المناضي يتامى؟ فرد حيوط متحديا القاضي بالتشديد على أن كل طفل من أبناء المغرب ظل جائعا ولم يجد مستشفى يعالجه فهو يتيم، ولو كان والده حيا يرزق".