حماري اليوم سعيد جدا، تناول إفطاره وراح يدخن غليونه باستمتاع، لم أشأ أن أزعج راحته لكن هدوءه استفزني فبادرته: "" -كيف تجد الراحة في زمننا السياسي المشدود الأعصاب؟ قهقه حماري ولم ينهق- فهو منذ عاشرني تطبع بكثير من مصائبي التعبيرية- ثم قال وهو يغالب ضحكته: أنا لا أنتظر شيئا هذا سر من أسرار المتعة التي أرفل فيها الآن، الذين ينتظرون هم الذين يقتسمون مع العذاب الرغيف ، وهم الذين يفتحون في دفاترهم حرقة الاحتمالات ، ثم ماذا تنتظرون ؟ أنت وحدك مصلوب على خشب انتظارك العبثي ، أما المغاربة الذين خبروا تفاصيل زمنهم السياسي ، فهم لا ينتظرون حكومتهم ، لقد أعفوا أنفسهم من هم التصويت ليعفوا أنفسهم من مغبة الانتظار، من ينتظر هو من يصوت لأنه ينتظر أن يعرف مذاق الوجبة التي طبخها في مطبخه، والمغاربة منذ زمن بعيد لم يدخلوا المطبخ السياسي لأن بابه كانت موسومة دائما بيافطة معلقة على الدوام تحمل عبارة ممنوع الدخول لغير المختصين، والمختصون أو الطباخون هنا هم سادتنا الحكوميون الذين تعودوا أن يطبخوا كل شيء على ذوقهم دون مراعاة أصحاب المسوس وأصحاب السكر، ولأنهم لا يراعون تأثير وجباتهم الجهنمية فلاشيء يسير كما ينبغي معدة الاقتصاد معطوبة بقرحة مزمنة، وكلى التغيير محتقنة بحصوات لا تريد النزول، وكثير من المغاربة الذين أدمنوا على الوجبات الحكومية قادهم حظهم العاثر للكومة(غيبوبة تامة). المغاربة لاينتظرون حكومتهم لأنهم خارج حلبة السياسة يكتون بالرغيف وأسئلته، كم ثمن الخبزة اليوم هذا هو مايشغل بورصة الكلام في المغرب ، أما أسماء الوزراء ومن سيختارهم اسي عباس ، فهم لايعني المغاربة لأنهم يعرفون أن المدرسة السياسية التي يتخرج منها كل الذين ستعهد عليهم مهمة الطبخ السياسي ، كلهم لايعرفون شيئا عن معدة المغاربة ووضعهم الصحي الحرج، لذلك كان الله في عون المغاربة مع الوجبات القاتلة التي سيخرج بها تريتورات الحكومة المقبلة. عن مدونة الحشرة المغربية