اهتمت الصحف المغاربية الصادرة، اليوم الأربعاء، بالبداية الخجولة للحملة الانتخابية في الجزائر، والتعديلات الدستورية في موريتانيا، والضربة الأمريكية لقاعدة جوية سورية. ففي الجزائر، اهتمت الصحف المحلية بالحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية ليوم 4 ماي المقبل، والتي انطلقت أمس الأحد بشكل محتشم، حيث يبدو أن الناخبين غير مهتمين بالنقاشات السياسية. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (لوتان دالجيري) أنه باستثناء بعض خرجات القرب عبر الولاياتالجزائرية، فإن اليوم الأول من الحملة الانتخابية كان باهتا، وتميز بلامبالاة المواطنين. وأضافت الصحيفة أنه حتى اللوائح الاشهارية المخصصة لاستقبال قوائم الناخبين كانت فارغة، مشيرة إلى الفضائح والرشاوى التي شابت عملية صنع القوائم الانتخابية. أما صحيفة (وقت الجزائر) فكتبت في مقال بعنوان "طرائف وحماقات تدشن الحملة!" أن المرشحين للانتخابات التشريعية المقبلة واجهوا المواطن في أول يوم من الحملة الانتخابية بكثير من الهفوات، في سباق بدأ بحكاية "الشكارة" وسقط الآن في الكثير من الأخطاء، مشيرة إلى أن بعض المرشحين لو صمتوا بما تفوهوا به في الحملة لكان أحسن دعاية لهم. وأضافت الصحيفة أن هؤلاء المرشحين فضلوا الكلام فارتكبوا بعض الحماقات، التي لا تليق بتلميذ سيجتاز امتحانات السنة الخامسة ابتدائي، فما بالك اجتياز امتحان التواجد في المجلس الشعبي الوطني الذي سيسن القوانين للعلماء والدكاترة. وتابعت الصحيفة بسخرية جهل المرشحين للانتخابات للعديد من الأمور والحقائق، مشيرة إلى أن بعض المرشحين لا يعلمون شيئا عن البرلمان الذي يودون دخوله، حيث قدم مرشح معروف وعودا لا يستطيع تلبيتها حتى رئيس المجلس الشعبي الوطني نفسه، مثل نقل المرضى على جناح السرعة إلى الخارج وجعل فريق مدينته مثل ريال مدريد أو برشلونة، وغيرها... ونقلت صحيفة (الشروق) في مقال تحت عنوان "ارتباط المال الوسخ بالسياسة سبب الأزمة" عن الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، قولها "إن الواقع المتردي الذي تعيشه البلاد في مختلف المجالات جاء نتيجة حتمية لارتباط المال الوسخ بالسياسة وبأجهزة الدولة"، مضيفة أن النظام الحالي أصبح خطرا على الجزائريين ولم يعد قادرا على تسيير البلاد والأكثر من ذلك أنه أصبح يخدم المؤسسات الأجنبية وغيرها من الأفعال التي حطمت الاقتصاد الوطني. وفي موريتانيا، كتبت صحيفة (صدى الأحداث) الوزير الأمين العام للرئاسة، ولد محمد لغظف، وجه رسالة خطية للهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات يطلب فيها إعداد دراسة مالية ولوجستيكية عن التكاليف المالية لتنظيم استفتاء على الدستور خلال ثلاثة أشهر. وأضافت الصحيفة أن اللجنة المستقلة للانتخابات ستعقد اليوم اجتماعا لتدارس الأمر، مشيرة إلى أن الأمور تتوجه نحو تنظيم استفتاء على التعديلات الدستورية بعد رفضها من لدن أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ الموريتاني. من جهة أخرى كتبت صحيفة (الأخبار) أن مشروع تعديل الدستور أبقى على المادة التي تلغي محكمة العدل السامية، دون إجراء أي تغيير على المادة التي كانت مدرجة ضمن التعديلات التي أسقطها مجلس الشيوخ. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، نفى خلال مؤتمره الصحفي الأخير علمه بأن يكون إلغاء محكمة العدل السامية ضمن التعديلات، وأبدى رغبته في الإبقاء على هذه المحكمة، لافتا إلى أنه علم متأخرا بأن إلغاء هذه المحكمة مدرج ضمن التعديلات. وخلصت الصحيفة أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أكد في تصريحات تنظيم استفتاء شعبي لتمرير التعديلات الدستورية استنادا إلى المادة 38 من الدستور، فيما يستمر الجدل حول دستورية الإجراءات التي أعلنت الحكومة الموريتانية اتخاذها لتمرير التعديلات. وفي تونس، اهتمت الصحف المحلية بالضربة العسكرية التي استهدفت قاعدة الشعيرات بمنطقة حمص والعواقب المحتملة لهذه الضربة. واعتبرت الصحافة التونسية أنه هذا الهجوم الأمريكي على قاعدة الشعيرات كان يهدف إلى إجبار روسيا على التخلي عن دعمها للنظام السوري أو الحد، على الأقل، من المساعدات العسكرية التي تقدمها له. وفي هذا السياق، وبعدما سلطت صحيفة (الشروق) الضوء على الأسباب المرتبطة باستخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية، أبرزت أن الهجوم الأمريكي يندرج في إطار المشروع الأمريكي "شرق أوسط جديد"، حيث أن البلدان الكبرى، كسوريا، لن يكون لها أي تواجد. أما جريدة (الصباح) فكتبت أن الضربة الأمريكية تأتي ضد توقعات المحللين التي أشارت إلى أن هناك تحالفا بين الولاياتالمتحدةوروسيا بشأن الصراع السوري، وخاصة بعد تغير موقف الولاياتالمتحدة المتعلق برحيل الرئيس بشار الأسد، مشيرة إلى أن هذه الضربة تحيي المخاوف بعودة الوضع السوري إلى ما قبل المبادرات الدولية لتسوية هذه الأزمة.