حلّ ما يقارب 40 شخصا ينحدرون من الأقاليم الصحراوية، يوم الجمعة، بمنطقة الكفاف الواقعة بتراب إقليمخريبكة، بهدف التعرف على أبناء عمومتهم الحاملين للاسم العائلي نفسه، والمشتركين في شجرة الأنساب نفسها لعائلة "سركوح" الممتدة بعدد من المدن والمناطق بشمال البلاد ووسطها وجنوبها، إذ حرص الضيوف على إحضار هدية لأفراد عائلتهم، عبارة عن ناقة. وأوضح سركوح أحمد بن الصديق بن سركوح، أحد سكان جماعة الكفاف، أنه "التقى سنة 2011 بأحد الأشخاص القادمين من الأقاليم الصحراوية يدعى إبراهيم سركوح، ونظرا لحملهما الاسم العائلي نفسه، فقد تبادلا أطراف الحديث حول الأصول والأجداد، ليكتشفا أنهما من عائلة واحد كبيرة ومنتشرة في مختلف المناطق المغربية". وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن "التعارف بين الطرفين أخذ أبعادا عائلية واسعة؛ وهو ما دفع إبراهيم إلى التفكير في إحضار مجموعة من أفراد عائلته القاطنة بالأقاليم الجنوبية، وصلة أرحامهم بمنطقة الكفاف الواقعة بضواحي مدينة خريبكة"، خاتما تصريحه بالتأكيد على أن أواصر المحبة بادية بين أفراد عائلة سركوح المعروفة على الصعيد الوطني، والمنتشرة في مغرب واحد، بقيادة ملك البلاد". أما السركوح الكبير بن المصطفى بن الكبير بن عبد القادر بن سركوح، فقد أوضح أنه "فور علمه من ابن عمه أحمد سركوح بوجود عائلة كبيرة في الأقاليم الصحراوية، وتحمل الاسم العائلي نفسه، شدّ الرحال إلى مدينة العيون، وربط الاتصال بعدد من أفراد العائلة، قصد التعرف عليهم، قبل أن يتم الشروع في تنظيم حفل استقبال بمنطقة الكفاف، من أجل التعرف على باقي أفراد العائلة". وأوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن وجود أفراد عائلة سركوح، منذ زمن بعيد، بمنطقة الكفاف والأقاليم الصحراوية دليل إضافي على مغربية الصحراء، باعتبارهم أبناء الأعمام، وينحدرون من الجدّ نفسه"، مشيرا إلى أن "أفراد العائلة سيعقدون لقاءات أخرى مستقبلا، من أجل وتعزيز سبل التواصل والعلاقة بينهم". وعن الضيوف القادمين من أسا الزاك والأقاليم والمناطق المجاورة لها، أوضح سركوح إبراهيم ولد الحسن ولد علي ولد سعيد ولد الطيار أن "المناسبة هي لقاء بين أفراد عائلة كبيرة من أعراش قبيلة أيت أوسى، بعد أن كان مجرد تعارف بين أشخاص"، مشيرا إلى أن "الرحلة بين مختلف الأقاليم الصحراوية إلى منطقة الكفاف بخريبكة كانت شاقة، نظرا لبُعد المسافة؛ غير أن الحفاوة وحرارة الاستقبال اللذين أبداهما أفراد عائلة سركوح بالكفاف أثارا ارتياح الضيوف من أبناء إخوانهم وأبناء عمومتهم". وأوضح أحمد سركوح ولد الشيخ محمد ولد رمضان ولد محمد، من مدينة طانطان، أن "المناسبة طيبة ومباركة، وهي من صلة الرحم التي ذُكرت حولها نصوص كثيرة في كتاب الله وسنة رسوله الكريم"، مشيرا إلى أن "الوفد قدم من الجنوب من أجل التآزر والتلاحم والتواصل مع أفراد عائلة سركوح بمنطقة الكفاف، سائلين الله أن يبارك في الزيارة"، حسب تعبيره. أما سركوح الشيخ، فقد قال إنه قضى رفقة باقي أفراد عائلته ثلاثة أيام في الطريق، قادمين من العيون وكلميم وطانطان وأسا وغيرها من المناطق، من أجل زيارة عائلتهم بالجماعة القروية الكفاف، مثلما يوجد أفراد من العائلة نفسها بكل من مدن الرباط ومراكش وبنكرير وغيرها"، مضيفا أن اللافت في الأمر هو حفاوة الاستقبال والفرحة المتبادلة بين المستقبِلين والمستقبَلين".