شهدت الندوة التي نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام، بشراكة مع مؤسسة دويتشه فيله، حول "الأخبار الكاذبة وتأثيرها على الرأي العام والإعلام"، مساء الخميس بالرباط، نقاشا مستفيضا بين إعلاميين وخبراء في التواصل الرقمي والمنصات الحديثة، استقر على رفض تداول الأخبار غير الموثوقة، حتى وإن كانت الدولة لا توفر الحق في المعلومة وتحجبها في بعض القضايا. في هذا الإطار، قال بيتر ليمبورغ، المدير العام لمؤسسة دويتشه فيله الألمانية، إن "الأخبار الزائفة والشائعات ظاهرة قديمة وليست حديثة العهد"؛ فالشائعات، بحسبه، كانت منتشرة بحدة داخل المجتمع الإغريقي. وأضاف أن "اختيار هذه القضية موضوعا للنقاش في هذه الندوة للتدقيق فيها وتمحيصها شيء جيد، لكونه سيدفع المشاهدين إلى التفكير مرتين قبل تصديق أي خبر يصادفونه على الشبكة العنكبوتية". وقدّم المتحدث ذاته نصائح عملية لمتابعي النقاش من الحضور ومشاهدي البث المباشر على صفحتي هسبريس ودوتشي فيله على مواقع التواصل الاجتماعي؛ أبرزها أن يعتمد القارئ على قياس عمر وجود أية وسيلة إعلامية؛ لأن ذلك "سيمنحك فكرة عن تصديق أخبارها أم لا"، يقول ليمبورغ. وسجل الإعلامي الألماني أن المؤسسة التي يديرها تعاني من إكراه الأخبار الزائفة في عدد من القضايا، لافتا الانتباه إلى أنهم داخل "DW" يحاولون التأكد من أصل كل خبر، ويراجعونه مرتين على الأقل قبل توفيره للقراء. وعن هذه النقطة بالضبط، قال ليمبورغ: "بخصوص قضية اللاجئين السوريين بألمانيا، لدينا فريق خاص يتأكد من صحة الأخبار المتعلقة بهم"، مضيفا أن "هذه إحدى الآليات التي قد تنجح في القضاء على الظاهرة"، قبل أن يعود ويؤكد أنه بالرغم من ذلك لا يمكن ضبط جميع الأخبار. وأماط مدير المؤسسة الألمانية العريقة في مجال الإعلام اللثام عن جانب من معاناة الحكومة الألمانية مع الإعلام المصري. وقال في هذا السياق: "الصحافة المصرية اتهمت ألمانيا بدفع 250 مليون يورو لزعزعة النظام المصري، وهذا خبر غير صحيح، لا يمكن لأحد تصديق إمكانية دفع مبلغ ضخم كهذا من أجل الهدف المذكور"، مضيفا أن صحفا مصرية دأبت على نسب أخبار مختلقة لدويتشه فيله. كما حكى ليمبورغ للحضور قصة خبر انتشر على نطاق واسع بألمانيا، مفاده أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أعفت مطاعم إسلامية من دفع الضرائب، وقال: "بعد أن قمنا باستقصاء في الأمر، تبين لنا أن الخبر قادم من صحيفة في الشرق الأوسط، ولا أساس له من الصحة"، يوضح المتحدث. وشدد المصدر نفسه على أن مدراء الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا، مثل "غووغل" و"فيسبوك" وغيرهما، يتحملون بدورهم مسؤولية استشراء الأخبار الزائفة على الشبكة العنكبوتية. وصرّح في هذا الصدد: "إنهم يربحون المال في هذا الفضاء، وهذا يجعلهم مطالبين بالتدخل لمنع تفريخ هذا النوع من الأخبار". ودعا ليمبورغ إلى التفريق بين اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي مصدرا للأخبار، وبين كونها فضاء فقط لتداول الأخبار والمعلومات، وقال: "فيسبوك مثلا ليس مصدرا موثوقا، هو مجرد وسيلة تواصلية، وعدد من الناس يصدقون كل الأخبار التي يطالعونها فيه، للأسف".