اهتمت الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية بالبداية الصعبة لإدارة ترامب، وبآخر تطورات ملف زيادة رواتب بعض المسؤولين التنفيذيين بشركة بومبارديي الكندية. وهكذا، اعتبرت (واشنطن بوست) أن أي انتقال لا يحدث كما هو مخطط له في العادة، ولكن انتقال الرئيس دونالد ترامب يظهر أنه أكثر ارتباكا، وهي الوضعية التي خيمت خلال الأشهر الأولى من رئاسته. وأبرزت الصحيفة أن ترامب تبنى، خلال الحملة الانتخابية، مقاربة متواصلة من أجل التحضير للانتقال، مقررا بمجرد انتخابه للرئاسة تشغيل الأشياء بطريقته الخاصة، لكن "كل شيء خرج عن مساره على الفور تقريبا بعد الانتخابات". ووفقا للصحيفة، فإن أحد أسباب هذا الانتقال المضطرب يتمثل في كون فريق ترامب لم يتمكن من أن يتعزز بسرعة خلال الفترة الانتقالية، وبالتالي فشل في الحفاظ على قائمة كاملة من الأشخاص المعينين في الحكومة الجديدة، مشيرة إلى أنه لغاية اليوم فإن 21 مرشحا فقط تم تأكيدهم وأن 44 آخرين ينتظرون التأكيد. بدورها، أبرزت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ قد التزمت بعرقلة تعيين نيل غورساتش في المحكمة العليا، الأمر الذي يلقي بالمزيد من ظلال الشكوك حول فريق الإدارة الجديدة. وأوضحت الصحيفة أنه بأغلبية بسيطة يمكن للجمهوريين أن يغيروا قواعد مجلس الشيوخ لإلغاء قدرة أقلية على عرقلة التأكيد بالمحكمة العليا. أما (بوليتيكو) فاعتبرت أنه بعد معركته ضد النظام الصحي (أوباماكير)، فإن الرئيس ترامب سيبدأ معركة سياسية أخرى يمكن أن تكون أكثر اضطرابا، من أجل إلغاء النافتا، اتفاقية التبادل الحر مع كنداوالمكسيك، التي كان قد وصفها بأنها "أسوأ اتفاقية تجارية في التاريخ". وأشارت الصحيفة إلى أن فشل مشروع القانون الجمهوري لإلغاء واستبدال نظام أوباماكير يفسر بعدم قدرة الرئيس ترامب التوفيق بين وعوده مع الواقع، وكذا ضمان تعاون الأشخاص الذي لا يعملون من أجله. وعلى الصعيد الدولي، ذكرت (واشنطن تايمز) بأن اللجنة المكلفة بالتحقيق في انفجار مترو الأنفاق في سان بطرسبرج أبرزت أن الانفجار نجم عن قنبلة، مما يؤكد فرضية الهجوم الإرهابي. كما أشارت إلى أن الأجهزة الأمنية القرغيزية أعلنت أنها تعرفت على مرتكب التفجير الانتحاري الذي أسفر عن مقتل 14 شخصا، وهو مواطن روسي من أصل قرغيزي. بكندا، كتبت (لوسولاي) أن رد فعل شركة بومبارديي، مع تأجيل الزيادات في الأجور الممنوحة لمديريها التنفيذيين، تكشف أنها تعي مدى الاستياء الناجم عن ذلك، ولكن أساسا تقر الآن أن العقد الاجتماعي الذي يربطها بالكيبيكيين ليس هو نفسه، على إثر الاستثمارات التي قامت بها الحكومة الكيبيكية وصندوق الإيداع. من جهتها، أبرزت (لابريس) أن رئيس الوزراء الكندي، جوستان ترودو، واجه عاصفة من الانتقادات، في أوتاوا، بشأن ملف بومبارديي، قبل أن يقر لأول مرة عن خيبة أمله للزيادة القوية للأجور التي منحت لأعضاء إدارة الشركة. وذكرت الصحيفة أن رونا أمبروز، رئيسة حزب المحافظين بالوكالة، اتهمت ترودو ب"ملء جيوب واحد بالمئة بأموال دافعي الضرائب"، في إشارة إلى قرض بقيمة 372.5 مليون دولار الذي منح من قبل الحكومة الاتحادية إلى بومبارديي، مضيفة أن رئيس الوزراء، الذي رفض التدخل في الملف الأسبوع الماضي، أكد أن ضخ أوتاوا للأموال يشكل قرضا وليس منحة. بدورها، قالت (لودروا) إن وزير المالية الكندي، بيل مورنو، شدد أمام ثلة من رجال الأعمال في نيويورك على أن مشروع "الضريبة الأمريكية في الحدود" على الواردات قد تضعف البلدين وتؤثر حتى على الأمريكيين. بالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن الرئيس انريكي بينا نييتو شدد على أن المكسيك تعتبر "وجهة استثمارية موثوقة" تثير اهتمام الدول الأخرى لإقامة وتوسيع شركاتها والمشاريع في تراب البلاد، وذلك بمناسبة زيارة رئيس وزراء الدنمارك إلى المكسيك. وأضافت الصحيفة أنه بعد عقد اجتماعات عمل على انفراد والتوقيع على بيان مشترك مع رئيس وزراء الدنمارك لارس لوك راسموسن، في القصر الوطني، عبر الرئيس المكسيكي عن شكره لدعم ومساندة حكومة الدنمارك في مسألة إعادة التفاوض، الذي يقام في بروكسل ببلجيكا، لاتفاق التبادل الحرة بين المكسيك والاتحاد الأوروبي. أما صحيفة (ال يونيفرسال) فكتبت أن الرئيس الوطني لحزب (مورينا)، اندريس مانويل لوبيز أوبرادور، انضم لمشروعه نحو الرئاسة 11 من أعضاء مجلس الشيوخ الذين كانوا جزءا من حزب الثورة الديمقراطية، والتي تسمى الآن كتلة برلمانية، والتي ستكون صوت مخطط التحول في البلاد لهذا السياسي. ببنما، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أنه بعد سنة بالتمام والكمال عن تسريبات "أوراق بنما"، شهد نشاط مكاتب المحاماة المتخصصة في تأسيس الشركات تراجعا بنسبة 40 في المئة، كما تبين ضعف النظام المالي للبلد في مواجهة بعض الأنشطة الإجرامية، موضحة أن هذه التسريبات ألقت الضوء على جانب مظلم من الاقتصاد العالمي، كما دفعت بالعديد من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين بمختلف البلدان إلى الاستقالة لتورطهم في أنشطة غير قانونية. وأضافت أن هذه التحقيقات كشفت أيضا عن دور المحامين والمصارف في تسهيل عمليات غسيل الأموال عبر إحداث شركات وهمية، موضحة أنه خلال هذا العام قام البلد بمجموعة من الاصلاحات لأرضية خدماته المالية والقانونية للاستجابة للمعايير الدولية في مجال الشفافية. من جانبها، نقلت صحيفة (بنماأمريكا) عن نائبة وزير المالية، إيدا فاريلا دي تشينشيلا، أن تسريبات "اوراق بنما" اضرت بصورة البلد في العالم، لكن لم تكن لها انعكاسات اقتصادية كبيرة، موضحة أن جميع المؤشرات المالية، بما في ذلك الاستثمارات الخارجية وأرقام وكالات التصنيف، حافظت على مستواها، كما أن أداء أرضية الخدمات المالية ما زال متينا.