مباشرة بعد إعلان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اصطفافه إلى جانب الأغلبية البرلمانية التي ستنبثق عنها الحكومة المقبلة بقيادة سعد الدين العثماني، اندلعت في صفوفه حملة من تبادل الاتهامات وتخوين بعض القياديين؛ وذلك لقطع الطريق عليهم أمام الاستوزار. وطالت حملة التخوين القيادية البارزة في صفوف حزب الاتحاد الاشتراكي حسناء أبو زيد، التي شغلت منصب نائبة برلمانية باسمه في الولاية التشريعية السابقة، والتي تحظى بدعم كبير من نخبة الحزب. وهمت الاتهامات الموجهة إلى عضو المكتب السياسي لحزب "الوردة"، التي تأتي تزامنا مع تداول اسمها من قبل اتحاديين ضمن الأسماء التي يرغب الحزب في استوزارها في حكومة سعد الدين العثماني، أن آراءها حول قضية الصحراء المغربية لا تساير التوجهات الرسمية للمملكة، ناهيك عن دفاعها عن الانفصالية أمينتو حيدر. وقالت مصادر من داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إن هذه الاتهامات ضد الصيدلانية حسناء أبو زيد تأتي في الوقت الذي يتم فيه التهييء للمؤتمر العاشر للحزب في شهر ماي المقبل؛ إذ يتخوف البعض من ترشح حسناء ومن منافستها على منصب الكتابة الأولى. ودافع بعض أعضاء الحزب عن القيادية حسناء أبو زيد في الحملة التي طالتها، وطالت قبلها القيادي السابق حسن طارق؛ إذ كتبت شريفة لومير، عضو اللجنة الإدارية للحزب، على صدر صفحتها ب"فيسبوك"، قائلة: "العقل الاتحادي مدعو إلى مواجهة حادث تخوين الأخت القيادية حسناء أبو زيد؛ لأن الاتحاد كان دائما فضاء للرأي والرأي الآخر، ومن يسلكون هذا الأسلوب غايتهم تدمير العقل الاتحادي، لعجزهم عن المقارعة الفكرية ومواجهة الحجة بالحجة". مهدي مزواري، برلماني سابق باسم الاتحاد الاشتراكي، استغرب، في تصريح لهسبريس، هذه الحملة ضد أبو زيد، وقال: "حسناء مناضلة اتحادية نجحت في جميع الواجهات التي اشتغلت فيها"، وأضاف: "الحديث عن المواقف اللاوطنية ضرب من الجنون، حسناء أبو زيد لها وجهة نظر تدافع عنها، وهذه حرب دنيئة وقذرة ضد الأخت، سواء من أجل الاستوزار أو غيره". كما كتب الاتحادي عمر مروك، على صفحته ب"فيسبوك"، قائلا: "إذا أردت السيطرة على حزب عريق، أخبر المنتفعين أنهم معرضون للخطر وحذرهم من أن فسادهم تحت الكشف، ثم شكك في وطنية معارضيك. الأخت حسناء أبو زيد طاقة وطنية ومغربيتها فوق كل تشكيك. جميعا متضامنون مع الأخت حسناء".