اهتمت الصحف الصادرة اليوم الخميس في بلدان أوروبا الغربية بشكل أساسي ، ببدء مسلسل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي من خلال تفعيل المادة 50 من معاهدة برشلونة . ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بإطلاق عملية انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، حيث كتبت (لاليبر بلجيك) أن الأولوية بالنسبة للبلدان الأوروبية ال 27 هي تسوية مشكلة فاتورة بريطانيا ، وحقوق المواطنين المنحدرين من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على السواء والحدود بين إيرلندا وإيرلندا الشمالية. من جانبها، أكدت (لوفيف) أنه إذا كان يبدو أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي وبروكسل مستعدان للتوصل لاتفاق حول حقوق المهاجرين الأوروبيين، فإن فاتورة الخروج التي تعتزم بروكسل تقديمها للندن برسم الالتزامات التي تم التعهد بها تشكل نقطة خلاف كبيرة. وفي بريطانيا ، ركزت الصحف كذلك على موضوع الانطلاق الرسمي لعملية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي ، حيث نشرت صحيفة "تايمز" صورة تبين سفير المملكة المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي تيم بارو ، وهو يقدم رسالة البريكسيت إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك. ووفقا لصحيفة "الديلي تلغراف"، "هذه لحظة تاريخية بالنسبة للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة"، كما جاء على لسان رئيسة الوزراء تيريزا ماي أمام النواب. وذكرت صحيفة " الاندبندنت" من جانبها ، أن السيدة تيريزا ماي ترغب في إرساء "شراكة وثيقة وخاصة" مع بروكسل بخصوص التعاون الاقتصادي والأمني. ووصفت أيضا مصير المواطنين الأوروبيين الذين يعيشون في المملكة المتحدة بالمسألة ذات "الأولوية" في المفاوضات ، مضيفة قولها "اننا نسعى إلى ضمان حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون بالفعل في المملكة المتحدة ... بأسرع ما يمكن". وفي إيطاليا، عادت الصحف للحديث عن رسالة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لتفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة التي تؤكد نية بريطانيا في مغادرة الاتحاد الأوروبي. وكتبت صحيفة " لاريبوبليكا '' أن رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك تسلم من تيم بارو، الممثل الدائم البريطاني في بروكسل، رسالة تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة ، بعد تسعة أشهر من الاستفتاء، لتنطلق بذلك مفاوضات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. من جانبها ، تساءلت صحيفة '' المساجيرو '' ، عن عواقب مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الاوروبي على الجالية الإيطالية في بريطانيا ، مشيرة الى أنه سيكون من الصعب الآن أن يجد الايطاليون عملا في هذه البلاد. وقالت إن أولئك الذين لديهم بالفعل وظيفة هناك يجب عليهم الحصول على تصريح بالإقامة أو الاستفادة من الجنسية المزدوجة . وفي البرتغال، ركزت الصحف بدورها على تأثير خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي . وتحت عنوان "البرتغال يريد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي بكيفية هادئة " ، كتبت صحيفة "بوبليكو" أن الاهتمام المباشر للحكومة البرتغالية هو العدد الكبير من البرتغاليين المستقرين في المملكة المتحدة، التي تعتبر الوجهة الرئيسية للهجرة الوطنية. وكتبت "دياريو دي نوتيسياس" من جهتها ، أنه في بداية المفاوضات المرتقبة ، سيعترض رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عقبتان اثنتان. ففي رسالة من ست صفحات ، كررت السيدة ماي أربع مرات أنها تريد أن تفاوض حول الخروج من الاتحاد الاوروبي موازاة مع عقد شراكة جديدة بين المملكة المتحدة والاتحاد الاوروبي ، بينما تعتبر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن النقطة الأولى تسبق الثانية.. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالإطلاق الرسمي لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، بعد تقديم سفير بريطانيا لدى الاتحاد الأوروبي، تيم بارو، أمس الاربعاء، رسالة لرئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، حول البريكست وبدأ مفاوضات لمدة عامين لتحديد طرق هذا الخروج. وهكذا كتبت (إلباييس)، تحت عنوان "البريكست يبدأ باصطدام قوي بين لندن والاتحاد الأوروبي"، أن رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، وضعت كشرط لمساهمة بلادها في الأمن الأوروبي إقامة اتفاق اقتصادي جيد بين الجانبين، مشيرة إلى أن المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، ورئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاجاني، رفضا تهديد المملكة المتحدة ومفاوضات موازية. من جهتها ذكرت صحيفة (لا راثون)، تحت عنوان "البريكست .. أوروبا تقول لا لابتزاز ماي" أن تيريزا ماي وضعت شروطها بخصوص المفاوضات حول البريكست دون الأخذ بعين الاعتبار معايير الاتحاد الأوروبي، مما يوحي ب"صراع العمالقة". وفي سياق متصل أوردت صحيفة (أ بي سي)، تحت عنوان "ماي تضغط من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي دون التخلي عن سوقه الموحدة"، أن لندن تهدد ب"إضعاف" التعاون في مكافحة الإرهاب إذا ما حرمت المملكة المتحدة من الفوائد الاقتصادية وحرية التنقل بالاتحاد. وبدورها تطرقت صحيفة (إلموندو) لموضوع خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي تحت عنوان "ميركل تواجه استراتيجية ماي للتفاوض بشأن البريكست". وفي ألمانيا تركز اهتمام الصحف الصادرة بالخصوص على بداية عملية سحب بريطانيا لعضويتها من الاتحاد الأوروبي بعد تسلم رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك رسالة من لندن للتبليغ بالبريكست . فكتبت صحيفة (نويه أوسنابروكر تسايتونغ) في تعيلقها أن أوروبا تعيش مرحلة دقيقة وتعيسة، بعد قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد ، إذ أن هذا الحدث سيظل صدمة بالنسبة للأوروبيين ، فهم مازالوا لم يستوعبوا قضية انسحاب بريطانيا وانفصالها نهائيا عن بروكسيل وتطلعها لمستقبل خارج الاتحاد الأوروبي. من جهتها كتبت صحيفة (فرانكفوتر أليغماينة تسايتونغ) أن حكومة المملكة المتحدة رفعت رسميا أوراق بداية الطلاق عن الاتحاد الأوروبي إلى بروكسل في سابقة في تاريخ التكتل الأوروبي ، إذ أنه لأول مرة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تقوم بهذه الخطوة . وأشارت الصحيفة إلى أن هناك عواقب لهذا الانسحاب سواء بالنسبة للاتحاد الأوروبي أو للمملكة المتحدة. أما صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) فكتبت في تعليقها أن 29 مارس 2017 سيسجل في التاريخ باعتباره يوما أسودا لأوروبا والمملكة المتحدة ، خاصة للندن وبرمنغهام وغلاسكو، وسيقرأ الأطفال البريطانيون في القرون القادمة في الكتب المدرسية عن هذا الحدث وماقام به أجدادهم في هذا التاريخ . وترى الصحيفة أن استفتاء بريطانيا على سحب عضويتها من الاتحاد الأوروبي كان ضربة للاتحاد الأوروبي وكارثة بالنسبة للبرطانيين ، في عالم هش ومضطرب، وسيكون لذلك تداعيات سياسية واقتصادية. وفي سويسرا ، علقت الصحف على قرار الوزير الاول الفرنسي السابق مانويل فالس بالتصويت لصالح المرشح إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وكتبت صحيفة " لوطون" أن الرئيس السابق للحكومة بصدد قطع علاقاته تماما بالحزب الاشتراكي. وذكرت الصحيفة أن قرار فالس وبادرة مماثلة من وزير الدفاع جان يفيس لي دريان، تكشف الشرخ الذي يعرفه الحزب الاشتراكي الفرنسي، حيث يبدو أنه من الصعب التوفيق بين جناحيه المتصارعين. وتساءلت صحيفة " لا تريبون دو جنيف" إذا ما كان الحزب الاشتراكي الفرنسي سيستمر بعد ما أعلن فالس رسميا مساندته للمرشح ماكرون. وأضافت الصحيفة أن مرشح الحزب الاشتراكي ، بينوا هامون وفريق حملته الانتخابية اتهم فالس بالخيانة مشيرة الى ان قيادة الحزب بقيت سلبية أمام هذه الفوضى التي أحدثها فالس . أما صحيفة " 24 أورو" فأبرزت أن إيمانويل ماكرون تمكن من خلق حركة سياسية قد ينضم إليها جزء من الناخبين الاشتراكيين المغادرين للحزب الاشتراكي وفي فرنسا اهتمت الصحف باعلان الوزير الاول السابق مانويل فالس انه سيصوت لزعيم حركة (اون مارش) (الى الامام) وزير الاقتصاد السابق ايمانويل ماكرون من الدور الاول للانتخابات الرئاسية المقرر في 23 ابريل المقبل. وكتبت صحيفة (ليبراسيون) انه باعلانه التصويت لماكرون في الدور الاول من الانتخابات الرئاسية، يكون الوزير الاول السابق قد عدل عن وعده بدعم الفائز في الانتخابات التمهيدية، مشيرة الى انه بعد ان وقع التزاما بدعم بونوا أمون، يكون فالس قد اعلن دعمه رسميا لماكرون. من جهتها اكدت صحيفة (لوفيغارو) ان الوزير الاول السابق كان يعتقد انه سيضع تحت جناحه المرشح الشاب لكن في النهاية لم يستطع منع صعوده. من جانبها قالت صحيفة (لوموند) ان فالس اختار ماكرون حتى لا ينهار الحزب الاشتراكي ،مضيفة ان مرشح (اون مارش) اغلق الباب امام أي انضمام ويراهن على اغلبية في متناول اليد.