اعتبر الداعية الإسلامي البارز، زاكر نائيك، "الإسلاموفوبيا" أو الرهبة من الإسلام، انعكاسا لخوف أشخاص وجماعات ودول من انتشار السلام الذي يدعو له الدين الإسلامي، فيما دعا وسائل الإعلام إلى إطلاق تسمية "الدولة المعادية للإسلام" على تنظيم "داعش" الإرهابي. وأوضح الداعية وهو طبيب هندي، في حديث للأناضول، أن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" قديمة، ولا تقتصر على العالم الغربي، ولكنها بدأت تتصاعد بشكل كبير في الغرب بعد أحداث شتنبر2001 . وشدد الداعية على أن الإسلام - كما يشير اسمه وتراثه - يؤكد على نشر السلام، وهو ما يتعارض مع مصالح البعض، وقال موضحاً "لو كانت دولة ما رائدة في تصنيع السلاح، فإن انتشار السلام سيعطل مصالحها، كما أن القادة السياسيين الذين تحفظ حالة عدم السلم مناصبهم، سيسعون دائماً لخلق أسباب الخوف والترهيب، للقضاء على دعاة السلام". ولفت "نائيك"، الذي يرأس مؤسسة الدراسات الإسلامية، وقناة "بيس"، أو "سلام"، الفضائية، إلى أن "أغلب الناس يتفقون معنا في نشر السلام بالعالم، إلا أنه يوجد دائماً طغمة تسعى لعرقلة ذلك، عبر إيقاف أي شخص أو فئة أو مؤسسة أو دين يدعو إليه". واستشهد نائيك على حديثه، بمنع بريطانياوالهند وغيرهما لمحاضراته ودروسه، وسعي جهات في تلك البلدان لتشويه سمعته، ووصمه بالتطرف والأصولية. وفي ذلك السياق، قال الداعية إن مصطلحي "التطرف" و"الأصولية" لا يمكن سوقهما في إطار سلبي لدى الحديث عن الإسلام، فالتطرف الإسلامي "هو تطرف في المحبة والصدق والعدل". في حين شبّه الأصولية الإسلامية بأصول الطب، متسائلاً "هل يمكن لطبيب أن يمارس مهنته ما لم يمتلك أصول الطب؟"، قبل أن ينبه إلى أن أيّاً من أصول الإسلام لا يدعو إلى العنف، وأن من يطلع على تلك الأصول يدرك ذلك. وفي إجابة على سؤال حول وسائل مواجهة حملات تشويه الإسلام وإلصاقه بالإرهاب، قال "يتوجب على جميع المسلمين، أفراداً وجماعات، أن يعملوا على إزالة الشبهات عن الإسلام، وفرض على كل مسلم أن يمارس الدعوة، بمعنى التبشير بدين السلام". ونبّه إلى أن الإعلام "هو السلاح الأقوى اليوم، فهو يجعل من الخير شراً والعكس"، مضيفاً "ولكن مع الأسف، فإن الخط العام للإعلام، بمختلف وسائله، يساهم بنشر الدعاوى المغرضة المعادية للإسلام، سواءً بقصد أو بدون قصد". ومع انتقال الحديث إلى ساحات الصراع التي يشار إليها كمصادر للإرهاب والتطرف، أكد "نائيك" أن الغرب هو مصدر الخوف، وأن ما يحدث في الشرق الأوسط من صراعات دامية وما ترتب عليها هو نتاج السياسات الغربية. وبهذا الخصوص، أشار إلى التقارير الغربية التي تقر باختلاق قادة الولاياتالمتحدةوبريطانيا أدلة مفبركة عام 2001 لتسويغ احتلال العراق، وبالتالي التسبب، بشكل مباشر وغير مباشر، بقتل الملايين من أبنائه. أما الحديث عن تحمل المسلمين جزءً من المسؤولية، بالنظر إلى ظهور جماعات متطرفة مثل "داعش" أو "الدولة الإسلامية" قال "وهذه أيضاً دعاية مضللة، فنحن المسلمون أصحاب الشأن لم نسمها بذلك الاسم (الدولة الإسلامية)، وهي في الواقع دولة ضد الإسلام، ولا ينبغي علينا السقوط في فخ اعتماد تلك التسمية على مجموعة لا تطبق الإسلام". ودعا نائيك الإعلام إلى تبني تسمية "الدولة المعادية للإسلام" بدلاً من "داعش" أو "الدولة الإسلامية"، مذكراً بأن الإسلام يرفض قتل الآمنين، وأنه من قتل إنساناً - بغض النظر عن دينه - فكأنما قتل الناس جميعاً، كما ذكر القرآن الكريم، الأمر الذي يزيل صفة الإسلامية عن أي مجموعة تمارس ذلك. وبهذا الشأن أكد أن اعتماد الإعلاميين المسلمين للتسمية الصحيحة "سيعيد تذكير العالم بأن الإسلام دين السلام". وذاكر نائيك (51 عاماً)، هو طبيب جراح هندي ينشط منذ عام 1993 في مجالات الدعوة والوعظ ومقارنة الأديان، ويحظى بمتابعة واسعة، خصوصاً في شبه القارة الهنديةوبريطانيا، وتبث قناة "سلام" التي يديرها، بخمس لغات، في أكثر من 100 دولة. ورغم تأكيد الرجل على رفضه للعنف، إلا أنه تعرض لضغوط ومضايقات واتهامات من قبل بنغلاديشوبريطانيا، عدا عن بلده الهند، التي توعدت، منتصف العام الماضي، باعتقاله بتهم "التحريض على الإرهاب"، الأمر الذي دفعه للبقاء خارجها، حيث يقيم حالياً في المملكة العربية السعودية.