سعيا منه إلى إسقاط "الفيتو" الذي فرضته الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية على تواجد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الحكومة التي يقودها "المصباح"، استجاب إدريس لشكر، الكاتب الأول ل"حزب الوردة"، للدعوة التي وجهها له رئيس الحكومة الجديد، سعد الدين العثماني. وبينما ينسب سلف العثماني، عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سبب الأزمة الحكومية إلى حزب الاتحاد الاشتراكي، قال لشكر في تصريح للصحافيين، اليوم الثلاثاء بالمقر المركزي لحزب العدالة والتنمية، "قرارنا هو قرار المؤسسة الحزبية، وهو يقضي بمساندة رئيس الحكومة". وأضاف الكاتب الأول ل"حزب الوردة": "هذه مشاورات أولية للسيد رئيس الحكومة رفقة أعضاء الأمانة العامة، وكانت في جو واضح وأخوي"، مؤكدا على تهنئة رئيس الحكومة، وزاد: "بلغناه أن الحزب أصدر بيانا بخصوص تعيينه". فِي هذا الصدد سجل لشكر أن قرار المكتب السياسي لحزبه هو "الانخراط الكامل في إنجاح مهمة رئيس الحكومة المعين"، مبرزا أن "المشاورات، كما في السابق، انتهت بخير". وبعدما جدد لشكر التأكيد أن "الذي سينجح المشاورات هو الإعلام؛ لأن ما يذهب إليه في بعض الأحيان لا يمت للحقيقة بصلة"، قال: "لا أقبل أن تنوب عن حزبنا في هذا الأمر أي جهة"، مضيفا: "لن نقبل أن ينوب عنا أي طرف كيفما كان، أو أن يتفاوض أحد باسمنا". لشكر، الذي تفاوض مع رئيس الحكومة المعفى، عبد الإله بنكيران، رفقة رئيس اللجنة الإدارية للحزب، الحبيب المالكي، والذي تم انتخابه رئيساً لمجلس النواب، جاء إلى المشاورات التي جمعته بالعثماني، اليوم الثلاثاء، إلى جانب كل من عضو المكتب السياسي عبد الكريم بنعتيق، والناطق الرسمي باسم الحزب يونس مجاهد. جدير بالذكر أن الأيام الأخيرة من تكليف بنكيران بتشكيل الحكومة شهدت مواجهات عنيفة مع إدريس لشكر، إذ سجل كاتب "حزب الوردة" أن "الاتحاد الاشتراكي بصدد واقع سياسي المسؤول عنه هو رئيس الحكومة (السابق) الذي كلفه الملك بتشكيلها"، مبرزا أن "الأخطر في هذه الأشهر هو الخلط بين المؤسسة الحكومية والأحزاب السياسية". في مقابل ذلك اختار بنكيران أن يجدد موقف حزب العدالة والتنمية الرافض لإشراك الاتحاد الاشتراكي في الحكومة المقبلة، مؤكدا أن مواقف الحزب هي التي تم التعبير عنها، والقائمة على أن الحكومة يجب أن تتشكل من الأغلبية السابقة فقط.