أثار وجود قيادات حزبية من العدالة والتنمية مع رئيس الحكومة المعين، سعد الدين العثماني، خلال مباشرة المفاوضات لتشكيل الأغلبية الحكومية، الكثير من التعليقات التي اعتبر أصحابها أن الأمر يتعلق بمحاولة "صقور البيجيدي" ضمان تقييد العثماني بقرارات المجلس الوطني وعدم الخروج عما اتفق عليه، أو توجيه رسالة لمن يعنيهم الأمر، مفادها أن المشاورات ستتواصل وفق منهجية الأمين العام عبد الإله بنكيران، المعفى من مهامه بعد فشله في تشكيل الحكومة بعد 5 أشهر من المفاوضات مع الأحزاب الممثلة في البرلمان. آخرون عبروا، كذلك، عن تفاجئهم بتكليف مصطفى الخلفي بالتواصل مع الصحافة، خلال انطلاق المفاوضات، عوض رئيس الحكومة المعين سعد العثماني كما كان متوقعا. وأورد الخلفي جوابا على التساؤل: "أنا مكلف من طرف رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها". القاضي المعزول محمد الهيني اعتبر، في تعليق له على انطلاق المشاورات، أن الملك عين العثماني رئيس حكومة مكلف بتشكيلها، ولم يكلف حزب العدالة والتنمية أو أمانته العامة أو قيادييه، مشددا على أن في ذلك استمرار للخروقات الدستورية. وأكد الهيني أن أخطر ما تم تسجيله هو تواجد ناطق رسمي حزبي باسم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، معتبرا ذلك "سابقة خطيرة تبين مدى القصور والجهل الدستوري الذي يعاني منه حزب العدالة والتنمية"، وزاد: "إذا كان يمكن قبول أو تفهم الأمية السياسية، فإن الأمية الدستورية غير مقبولة، وتكشف أسلوب الهواية في تدبير المؤسسات وسيطرة النزعات الشخصية الحزبية الضيقة". وأضاف المتحدث ذاته: "رئيس الحكومة المكلف هو رئيس حكومة مكلف لكل المغاربة، ويجب أن ينتصر إلى الولاء الوطني والدستوري وليس للولاءات الحزبية. وما كلمة العثماني أثناء التكليف وشكره لمن صوت لحزب العدالة والتنمية ولمن صوت عليه في المحمدية إلا دليل إضافي على ما أكدنا عليه سابقا". واعتبر الهيني أن العثماني يسير في المنطق الحزبي الضيق نفسه بإطلاق المشاورات الحكومية في مقر الحزب؛ "لأنه كان من الممكن تحرير عملية تشكيل الحكومة من منطق الحزب إلى منطق الوطن بإطلاقها في مقر رئاسة الحكومة". وتفاعلا مع ما واكب اليوم الأول من انطلاق المشاورات بشكل رسمي، دعا عزيز الرباح، عضو المكتب السياسي ل"البيجيدي"، إلى ترك سعد الدين العثماني يشتغل، نافيا وجود "صقور" أو "حمائم" في العدالة والتنمية. وقال الرباح في "تدوينة" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "اتركوا الأخ العثماني يشتغل لمصلحة الوطن ولا تتوهموا كثيرا، فليس هناك ولم يكن فينا صقور ولا حمائم.. انظروا إلى فريق المشاورات وتمعنوا. مع الأسف، صدّق البعض توهمهم". واعتبر الرباح أن هناك من يتمنى فشل العثماني كما تم مع بنكيران، وأضاف: "قلتها وأقولها اليوم مهما كانت ردود الفعل.. هناك فريقان يتمنيان فشل الأخ العثماني كما فعلوا مع الأخ بنكيران..ابحثوا عنهما في ثنايا المقالات والتحليلات؛ فهناك فريق المنتفعين واللصوص والظالمين، لأن الإصلاح والنموذج المغربي يضعفهم ويحاسبهم ويرجع الحقوق للمواطن ولو بالتدرج؛ وفريق الصدام والقطيعة، لأن النموذج المغربي أفشل نظريتهم وخططهم منذ 2011، لذلك يريدون الانتقام من الدولة والحزب سواء". ورافق رئيس الحكومة المكلف خلال استقباله لزعماء الأحزاب السياسية كل من مصطفى الرميد، ومحمد يتيم، ولحسن الداودي؛ في حين تم تكليف مصطفى الخلفي بالتواصل مع الصحافيين.