وقف مسؤولون مغاربة وأمريكيون على "عوائق" تصدير منتجات الصناعة التقليدية المغربية صوب أمريكا، مقدمين تشخيصا شموليا للوضعية، ومؤكدين أن نسبة الصادرات، وعلى الرغم من أنها عرفت ارتفاعا خلال السنوات الأخيرة، تظل ضعيفة، وأوصوا بضرورة التمسك بالجودة للرفع من الإقبال عليها. وفي هذا الإطار، قالت ماريان كيران ماكمانيس، مستشارة قانونية بوزارة التجارة الأمريكية، إن "الصناعة التقليدية المغربية غير معروفة على الصعيد العالمي، وهو ما يتطلب عملا في هذا الإطار، وهي تجذب كثيرا زبناء من السوق الداخلي، في حين لا يقبل عليها السياح بشكل كبير". وقدمت ماكمانيس، خلال الورشة المنظمة صباح اليوم حول "سبل تصدير منتجات الصناعة التقليدية صوب أميركا"، أرقاما تشهد على ضعف الإقبال على منتجات الصناعة التقليدية، وقالت: "فقط 6.5 في المائة منها تجذب السياح، فيما الباقي يوجه إلى المغاربة". أما من حيث تصدير المنتجات التقليدية، فيظل الرقم ضعيفا كذلك؛ إذ أكدت المتحدثة أن "8 في المائة فقط منها يتم توجيهها إلى الغرب، تستحوذ أوروبا على حصة الأسد بنسبة 6 في المائة، فيما أمريكا لا يصلها سوى 2 بالمائة"، وعلّقت على ذلك قائلة: "هو رقم ضعيف جدا يجب العمل على رفعه، خاصة أن الأمريكيين تستهويهم ديكورات البيت أو الهدايا، وهو ما يجب التركيز عليه من أجل رفع النسبة في اتجاه هذه السوق". وأعطت ماكمانيس بعض الأمثلة على العوائق التي تحول دون جذب زبناء أمريكيين، مفيدة بأن هناك عوائق مؤسساتية وأخرى تتعلق بالمصنّع في حد ذاته، ومنها "عدم توفر دراية بالذوق الأمريكي، خاصة في ما يتعلق بالألوان والأشكال، ناهيك عن عدم توفر الجودة، وأيضا عدم الجدية من قبل الصانع في تعامله مع الزبون الأمريكي وعدم الوضوح في التعامل معه، وهو ما لا يحبه هذا الأخير". من جانبها أقرت فاطنة مرون، وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بضعف صادرات الصناعة التقليدية صوب أمريكا، قائلة إن "منتجات الصناعة التقليدية تستهلك من طرف المغاربة بدرجة أولى، والهدف اليوم هو رفع صادراتها". وأوصت الوزيرة بضرورة تنويع أسواق التصدير واستهداف السوق الأمريكية التي تعد كبيرة جدا، مضيفة: "الصادرات صوب الخارج عرفت ارتفاعا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لكننا نود أن نرفع هذه النسبة أكثر فأكثر". وأردفت الوزيرة في كلمة لها: "على الصناع معرفة كيفية تصدير منتجاتهم والمساطر التي يجب اتباعها نظرا لتوفر قوانين يجب مراعاتها في هذا الإطار"، دون أن تنسى التأكيد على ضرورة توفر جودة المنتجات وإتقان صناعتها؛ "لأن تلك المنتجات تمثل صورة المغرب بالخارج وهويته، وبالتالي فإنهم (الصناع التقليديون) يلعبون دور السفراء"، بحسب قولها. من جانبها ذكّرت ماكمانيس بكون الصناعة التقليدية تعد وسيلة للتنمية المستدامة، وتوفر الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المناطق البعيدة والمعزولة، مفيدة بأنها تعد النشاط الاقتصادي ل 2.3 مليون مغربي، 80 بالمائة منهم نساء. وأشادت المتحدثة بالصناعة التقليدية المغربية مقارنة مع تلك الخاصة ببلدان أخرى، قائلة إنها "متنوعة وتوفر اختيارا موسعا للزبناء". وقدمت المسؤولة الأمريكية بعض التوصيات من أجل تقوية وفاء الزبناء، من قبيل "توفير ورقة تقنية عن كل منتج على حدة، تضم الصورة والثمن، والمواد الأولية المصنع منها، والمدة التي استغرقها إعداده"، بالإضافة إلى "التوفر على الشباك الوحيد الذي يمكن من تسهيل طرق البيع والشراء والتصدير"، مع "التدريب على الذوق الأمريكي من طرف خبراء في المجال"، و"عقد شراكات مع جمعيات أجنبية".