احتضنت ساحة الحارثي بمراكش٬ وعلى مدى ثلاثة أيام٬ فعاليات معرض للصناعة التقليدية بمشاركة 16 صانعا ينحدرون من مدينتي مراكشوفاس٬ وذلك على هامش الدورة ال24 للماراتون الدولي لمراكش. ويعتبر هذا المعرض الذي ابتدأ يوم الجمعة الماضي٬ والمنظم من قبل وزارة الصناعة التقليدية ووكالة الشراكة من أجل التنمية وهيئة تحدي الألفية٬ واجهة حقيقية للصناعة التقليدية بالمدينتين وقدم تشكيلة مختارة من المنتجات من أصناف الديكور المنزلي والخزف والجلد والأزياء التقليدية والنسيج والحلي ومستلزمات الإنارة والمنتجات المحلية. وشكلت هذه التظاهرة مناسبة للزوار والسائحين لاقتناء منتجات تفننت في إنجازها أنامل الصناع العارضين٬ وأيضا للتعريف بمهارات هؤلاء الصناع وإبراز ولعهم بالتقاليد الحرفية وبالفن والمادة. ويعد المعرض أول نشاط ضمن مجموعة مختلفة من الأنشطة الترويجية التي يقوم بتنفيذها مشروع "إنعاش الصناع التقليديين الفرادى ومقاولات الصناعات التقليدية" الذي يدخل في إطار مشروع "الصناعة التقليدية ومدينة فاس" الذي تم وضعه ضمن برنامج واسع النطاق تموله هيئة تحدي الألفية وتديره وكالة الشراكة من أجل التنمية وتسهر على إنجازه وزارة الصناعة التقليدية. وأكد المندوب الجهوي للصناعة التقليدية بمراكش٬ عبد العزيز الرغيوي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن هذا المعرض يندرج في إطار سلسلة من المعارض تتوخى تشجيع الصناع الفرادى على مستوى مدينتي مراكشوفاس وكذا مقاولات الصناعة التقليدية التي تتوفر على برامج على المستوى الدولي٬ مشيرا إلى أنه سيتم تنظيم معارض مماثلة مستقبلا بالمدينة الحمراء وأخرى بالدار البيضاءوفاس. وأبرز أن قطاع الصناعة التقليدية يكتسي أهمية كبيرة بالنظر لمساهمته الفعالة في الاقتصاد الوطني والمحلي وتشغيل يد عاملة مهمة٬ مشيرا إلى أن حجم الصادرات من منتجات الصناعة التقليدية بالمدينة الحمراء عرف خلال السنة الماضية نموا بلغ 5 في المائة مقارنة مع سنة 2011 فضلا عن بروز أسواق واعدة جديدة وعلى رأسها السوق الأمريكية التي شكلت لوحدها ما يفوق 25 في المائة من هذه الصادرات. يشار إلى أن مشروع "إنعاش الصناع التقليديين الفرادى ومقاولات الصناعات التقليدية" يتضمن تنفيذ مخطط للترويج يروم تعزيز الروابط بين أسواق قطاع الصناعة التقليدية والصناع الفرادى والمقاولات العاملة في القطاع بهدف تحسين عمليات تسويق المنتجات الحرفية الوطنية على المستويين الوطني والدولي. ويهدف هذا المشروع إلى الرفع من مداخيل الصناع بشكل مستدام وتمكين مقاولات الصناعة التقليدية من الاستجابة بشكل أفضل للطلب المحلي والدولي من خلال عمليات ترويجية تستهدف السوق الداخلية والسياح وسوق التصدير.