أكد زهير أمهاوش، رئيس قسم المنتزهات والمحميات الطبيعية بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أن حادثة الاعتداء التي تعرض لها نسر أكلف بمنطقة الفنيدق ساهمت في فتح نقاش وطني حول أهمية حماية الوحيش والأصناف المحمية والبرامج التحسيسية، موضحا أن التحقيقات جارية في إطار المتابعة القضائية للواقفين وراء عملية تعذيب الطائر المهدد بالانقراض. وأبرز أمهاوش، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المندوبية تتحرك حاليا من أجل القيام بمجموعة من البرامج التربوية والتحسيسية على مستوى المدارس وبالعالم القروي من أجل حماية الوحيش المهدد بالانقراض، مشيرا إلى أنها تقوم كذلك بمجموعة من العمليات على الصعيد الوطني لحماية أصناف أخرى كالغزلان والمها. وأشار المتحدث ذاته، الذي يحضر أشغال الدورة الخامسة لأسبوع الغابات المتوسطية بأكادير، إلى أن المغرب استطاع خلق عدد من المنتزهات الوطنية والمحميات الطبيعية التي تتواجد بها أنواع من الوحيش، محصيا 154 موقعا تمتد على 2.5 ملايين هكتار، وكلها مواقع ذات أهمية بيولوجية وإيكولوجية تضم أعدادا من الوحيش، بالإضافة إلى الأصناف المهاجرة، كالطيور، ومشيرا إلى إن العملية تتطلب حماية وتتبعا علميا من طرف المندوبية، وكذلك تطوير برامج عمل وطنية للأصناف المهددة بالانقراض. المسؤول بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أكد أن المغرب يعد أكبر خزان عالمي لمجموعة من الأصناف المهددة بالانقراض على الصعيد الدولي، سواء تعلق الأمر بالنباتات أو الحيوانات، موضحا أن محميات طبيعية مغربية تجمع عددا من ذوات الحوافر، كالمها والمها الحسامي والغزال آدم والغزال الأيغس والأروي وغيرها، والتي تتم إعادة توطينها في المحميات في أفق إطلاقها في الطبيعة. وشدد أمهاوش على أن المملكة تعد من الدول الرائدة على مستوى الساحل والصحراء المتضمنة لأكبر خزان عالمي من الأصناف الحيوانية المهددة بالانقراض، لافتا إلى أن طائر أبو منجل الأصلع المصنف طائرا جد مهدد بالانقراض يتواجد أساسا بالمغرب على المستوى العالمي، ويتم العمل على المحافظة عليه بقوة؛ فضلا عن قرد الأطلس الذي يتواجد فقط في المغرب وبأعداد قليلة في الجزائر؛ ناهيك عن أصناف نباتية كأرز الأطلس وشجرة الشوح بشمال المغرب الممتدة بمحمية على مدى 4500 هكتار لا يمكن استغلالها، كما يعد الحفاظ عليها أولوية وطنية.