يعود الملك محمد السادس مساء اليوم إلى أرض الوطن بعد جولة إفريقية طويلة قادته في زيارات رسمية وخاصة إلى كل من إثيوبيا، وجنوب السودان، وغانا، وزامبيا، وغينيا، ثم كوت ديفوار، قبل أن يعود أدراجه إلى البلاد. وكان العاهل المغربي قد غادر البلاد في السابع والعشرين من يناير الماضي، متجها حينها إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي احتضنت يومي 30 و31 يناير الجاري، القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي، التي صادقت رسميا على عودة الرباط إلى المنظمة. وبعودة الملك إلى الوطن بعد قضاء زهاء شهر ونصف في جولاته الإفريقية المتعددة، يعود إلى الواجهة مشكل "البلوكاج الحكومي" الذي تجاوز خمسة أشهر دون أن يكون للمغرب حكومة قائمة، حيث من المرتقب أن تتم حلحلة الأزمة بعودة الملك. وكان رئيس الحكومة المكلف عبد الإله بنكيران قد صرح قبل أيام قليلة بأنه ينتظر رجوع الملك، وبأنه قد يكون من مستقبليه في المطار، وذلك في وقت بدت فيه مساحات تشكيل الحكومة الجديدة تضيق أكثر فأكثر، ليبقى التدخل الملكي واردا بقوة. وشكل موضوع دخول حزب الاتحاد الاشتراكي "عقدة المنشار" في تشكيل الحكومة المرتقبة، في خضم إصرار بنكيران على رفض ولوج هذا الحزب على الحكومة، وإلحاح عزيز أخنوش زعيم "الأحرار" ومن معه من أحزاب على إشراك حزب "الوردة". وتشرئب أعناق المغاربة صوب مستجدات تشكيل الحكومة بعد رجوع الجالس على عرش المملكة، والقرارات التي قد يتخذها من أجل حلحلة الأزمة الحكومية، خاصة إذا أقدم بنكيران على مفاتحة الملك في موضوع جمود المفاوضات. وحري بالذكر أن الملك محمد السادس يعود إلى أرض الوطن، بعد أن أشرف على توقيع ما لا يقل عن 75 اتفاقية تنضاف إلى الاتفاقات العديدة التي ترتقي بالمملكة إلى المراتب الأولى في الشراكة التجارية والاقتصادية مع الدول الإفريقية.