فصل جديد عرفته قضية المتابعين في قضية "اكديم إزيك" بغرفة الجنايات الاستئنافية بسلا، حيث حظيت مسألة الخبرة الطبية ومشاهدة قرص مدمج بحيز كبير من المناقشة بين دفاع المتهمين من جهة، والنيابة العامة ودفاع الضحايا من جهة ثانية. المحاكمة التي بدأت صباح اليوم بغرفة الجنايات الاستئنافية بسلا استهلت بالتأكد من هوية المتهمين، والمناداة على الشهود، الذين حضر أربعة منهم، هم محمد السلماني ومحمد السلماني، ومحمد بلقاسم، بالإضافة إلى لحسن دليل؛ في حين تخلف محمد أوبهاو، الذي ذكر رئيس الجلسة أنه رفض التوصل بطلب الاستدعاء من قبل العون؛ ولم تمر إلا دقائق حتى أمر بإخراج الشهود من أجل الشروع في المناقشة. ومباشرة بعد ذلك، عرضت عدد من المحجوزات، كان من بينها جهاز حاسوب وثلاثة أجهزة إرسال لا سلكي، وأربعة سكاكين و13 هاتفا نقالا، وقرص مدمج حول أحداث "اكديم إزيك"؛ فجر مناقشات ساخنة بين الدفاع والنيابة العامة. المحامي محمد فاضل الليلي، أحد أعضاء هيئة دفاع المتهمين، تساءل عن مصير الخبرة الطبية، بعد أن كانت المحكمة قررت الأمر بإجرائها على المتهمين، مشددا على أن المناقشة تشمل عددا من الإجراءات للبحث مع المتهمين وعرض وسائل الإقناع، وداعيا إلى ضرورة إجرائها. وتابع الليلي التأكيد أن الخبرة الطبية أساسية ولا يمكن أن تتم مناقشة الملف بدونها، ودعا إلى تأجيل الملف إلى حين إجرائها؛ في حين تساءل المحامي محمد المسعودي عن وضعية القرص المدمج الذي تم الإدلاء به أمام المحكمة العسكرية لأول مرة من قبل النيابة العامة، وكان نقاش حول مدى قانونيته، وزاد: "لا يمكن الحديث عن وجود قرص مدمج ضمن المحجوزات". "ليس لدينا أي اعتراض على القرص، ولكن نريد معرفة وضعيته في الملف"، يقول الليلي، الذي ذكر بقرار المحكمة في ما يخص استدعاء محرري محاضر الدرك الملكي والخبرة الطبية، متسائلا عن مصير هذه القرارات، فيما شدد أيضا على أن هذه الخبرة يجب أن تكون ضمن وثائق الملف. و"فجرت" إحدى المحاميات الفرنسيات، وعضو هيئة دفاع المتهمين، المحكمة بعد أن قدمت مذكرة حول مسطرة الخبرة الطبية، وهو ما واجه معارضة شديدة من طرف دفاع الضحايا، ما جعل رئيس الجلسة، يوسف العلقاوي، يحسم فيها، ويؤكد أن تسلمها ومناقشتها سابق لأوانه، بالنظر إلى أن الخبرة الطبية لم يتم إجراؤها بعد. في مقابل ذلك، شدد الوكيل العام للملك خالد الكردودي على أن القرص المدمج سبق أن تم عرضه أمام المحكمة العسكرية وتمسك به الدفاع، كما اعتبرته المحكمة من أدوات الإقناع. وعمت حالة من الحزن والأسى عددا من أفراد عائلات الضحايا، بعد تشغيل القرص المدمج، الذي يؤرخ لأحداث أكديم إزيك، خاصة مع حالات القتل والتمثيل بالجثث التي عرفتها، ما جعلهم ينسحبون من القاعة إلى حين انتهاء عرض الشريط.