تناولت الصحف العربية الصادرة ،اليوم السبت، جملة من المواضيع في مقدمتها الاستراتيجية الأمريكية للحرب على الإرهاب ومفاوضات جنيف الرابعة تتواصل بين المعارضة والنظام السوريين والوضع الانساني في مدينة الموصل العراقية والتدخل الإيراني في المنطقة العربية والأوضاع السائدة حاليا في أكثر من بلد عربي والتهديدات التي تتعرض لها بلدان أخرى والأزمة الليبية والمشهد السياسي في لبنان، فضلا عن مواضيع تهم الشأن المحلي. ففي مصر كتبت جريدة (الأهرام) تحت عنوان "توافق استراتيجي على مواجهة الإرهاب" أنه إذا كان صحيحا أن البنتاغون الأمريكي أنجز قبل عدة أيام الاستراتيجية الشاملة للحرب على الإرهاب التي كان الرئيس ترامب قد طلب إعدادها من الجيش ، وأن هذه الاستراتيجية ليست مجرد رؤية عسكرية ولكنها تنطوي على رؤية شاملة ذات أبعاد عسكرية وسياسية، لاتقف عند حدود القضاء على تنظيم داعش وإنما تشمل القاعدة وكافة التنظيمات الإرهابية الأخرى مهما تعددت أسماؤها، يصبح من المهم السؤوال كعرب يهمهم قطع دابر الإرهاب واجتثاث جذوره عن حدود الأدوار التي يمكن أن تضطلع بها الدول المشاركة في هذا التحالف الجديد، وهل يجوز لبعض الدول العربية والإسلامية أن تشارك في هذه الحرب في ظل رؤية الإدارة الأمريكيةالجديدة التي تخلط في كثير من الأحيان بين الإرهاب والاسلام!. وأضافت أنه برغم أن أغلب هذه التساؤلات يعود إلى أزمة الثقة في سياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط بسبب انحيازها الشديد لإسرائيل ونكوصها عن الدور الذي التزمت به على مدي عدة عقود بالعمل على إنجاز سلام شامل ينهي كل أوجه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لا يستطيع العرب والمسلمون رغم كل هذه التساؤلات التقاعس عن المشاركة في الحرب علي الإرهاب لأنهم أكثر الأطراف معاناة من هذه الجماعات التي يكاد يكون معظم ضحاياها من المسلمين. وفي الشأن الليبي كتبت جريدة (الوفد) تحت عنوان "هل دخلت ليبيا نفقا مظلما" أنه بعد استهداف موكب فايز السراج رئيس المجلس الرئاسى الليبي بهجوم مسلح أثناء مروره قرب قصور الضيافة بطرابلس، وأن الهجوم وقع بينما كان فى طريق عودته عقب افتتاح المقر الجديد للاستخبارات العامة توقع الجميع أن تكون ليبيا دخلت نفقا مظلما ولن تخرج منه. والحقيقة ، تضيف الصحيفة، أنه كانت هناك جهود مكثفة من جانب مصر طوال الفترة السابقة لتحقيق الإستقرار في ليبيا، منها الاجتماع الوزاري العاشر الخاص بليبيا في القاهرة في 21 يناير الماضي وضم دول جوار ليبيا ومسؤولين من الاتحاد الإفريقي والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط والممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة مارتن كوبلر، وانتهى إلى تأكيد عدة مبادئ أهمها رفض التدخل الأجنبى في ليبيا، وأكد الحاضرون رفض الحل العسكري لحل الأزمة الليبية وتشجيع العملية السياسية التي تدعمها مصر، ودعا المجتمعون إلى إلغاء تجميد الأموال الليبية في البنوك الأجنبية لتلبية احتياجات الشعب الليبي. وبلبنان، علقت (الجمهورية) في افتتاحيتها على المشهد السياسي بالقول إنه جبهة الميزانية العامة للدولة، التي ما زال مجلس الوزراء يدرس بنودها، "تسجل تقدما"، فيما لم يخرج قانون الانتخابات النيابية، الذي تختلف القوى السياسية حوله، من دوامته بعد، إذ يستمر تدوير الزوايا عبر تكثيف وتيرة المشاورات واللقاءات. وكشفت أن رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أبدى رغبة في أن يقر مجلس الوزراء مشروع قانون انتخاب بأكثرية الثلثين ويحيله إلى مجلس النواب ليدرسه ويقره. أما (الديار) فاهتمت بقضية التعيينات العسكرية والامنية في جلسة الحكومة الأسبوع المقبل، مشيرة الى أن حساسية الوضع الامني وتفاهم كافة القوى اللبنانية مرر التعيينات بسلاسة بعدما طبخت على نار هادئة، رغم التباين في وجهات النظر حول بعض الأسماء، قبل ان تحسم بعدما ادى التأخير في بتها والجدل الذي رافقها الى بلبلة في الاوساط العسكرية وشلل أثر على معنويات افراد المؤسسة وعلى العملين الأمني والعسكري. من جهتها وتحت عنوان "يوم لبناني طويل في الإعلام العبري: عندما تكتشف إسرائيل أن عون عدو" كتبت (الأخبار) تقول "يوم لبناني بامتياز، في الإعلام العبري، زحمة تقارير وتحليلات"، حول الحرب المقبلة (ضد لبنان) وإمكاناتها، وتحليلات حول "الوضع الراهن لحزب الله" وأزمته المعنوية، فيما احتل الامتعاض من موقف الجيش اللبناني ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، من إسرائيل واحتمال عدوانها، مع التحذير من أنهما معاديان لإسرائيل، بل سيواجهانها إلى جانب "المقاومة"، في حال شنها حربا على لبنان. تحدث كاتب المقال عن عودة التحذيرات الإسرائيلية من قدرات (حزب الله) العسكرية، ومن أنفاقه على الحدود، وإمكانات تسلل مقاتليه باتجاه المواقع والمستوطنات الإسرائيلية، مع إشراك كوريا الشمالية، بخبراتها وتجهيزاتها وعديدها، في مساعدة الحزب على حفر الأنفاق. قابل ذلك استعراض قدرات إسرائيل العسكرية، التي تؤكد مصادر الجيش الإسرائيلي أنها ستحسم المعركة في حال نشوبها، بريا ، بعد إدخال الألوية والفرق إلى لبنان، لإنجاز المهمة سريعا. وبالأردن، كتبت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "أوهام جنيف!"، أن مفاوضات جنيف الرابعة تتواصل بين المعارضة والنظام السوريين، وكلا الطرفين يتوهم أن هذه المفاوضات ستسير في الاتجاه الذي يريده ويرغب فيه، مبرزة أن المعارضة تأمل في الحصول على بعض المكاسب السياسية في وضع غير مريح ميدانيا بعد هزيمتها في حلب، والنظام يأمل هو الآخر في الابتعاد عن ما يسمى بالانتقال السياسي لأنه يعني بحث مصير النظام. وأبرزت أن نتائج المفاوضات ستثبت مدى صحة مراهنات الطرفين على قوى الضغط الاقليمية والدولية التي تتحكم في النهاية بمسار الأزمة السورية، مشيرة إلى أن المعارضة تراهن على بصيص من النوايا الحسنة لروسيا قد يكون ظهر في مفاوضات الأستانه، في حين أن النظام يراهن هو الآخر على روسيا، ويحاول أن يسير بثبات على قاعدة أن الروس لم يغيروا مواقفهم، وأن كل ما تقوله موسكو للمعارضة، مجرد لعبة دبلوماسية يلعبها الروس على وقع انتصارهم العسكري وارتباك واشنطن السياسي إزاء الأزمة السورية . وأشارت الصحيفة إلى بعض المعطيات التي تقول إنها تعطي مؤشرات واضحة على أن ما يجري في جنيف من مفاوضات ما هو إلا مجرد مضيعة للوقت تريدها موسكو والنظام، في حين أن المعارضة مضطرة للاستمرار في هذه اللعبة، وهي تعرف نتائجها، في انتظار تغير في الواقع السياسي للأزمة وذلك بالمراهنة على ما سيأتي أو ماهو متوقع من واشنطن، وقبل ذلك لا يخرج عن كونه مجرد أوهام تخيم على جنيف السورية. وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "عراق ما بعد داعش": المأساة والفرصة"، أن الحديث بشأن "عراق ما بعد داعش" يتركز على مصير السنة هناك؛ سواء على الصعيد الإنساني العاجل في المناطق المحررة من التنظيم، أو على الصعيد السياسي الوطني الأبعد مدى، اتعاظا بتجربة إيران القائمة على الإقصاء والاستئصال اللذين أنتجا النسخة الأشد وحشية للإرهاب؛ "داعش". وأشارت إلى أن الإدراك الشعبي العراقي لأساس وأصل المأساة، للطوائف والفئات كافة، هو ما يجعل "عراق ما بعد داعش" فرصة لاستعادة العراق ليكون لجميع أبنائه، مبرزة أن الفساد لا تستفيد منه إلا القيادات الطائفية الخاضعة لإيران كما يستفيد منه "داعش" وأمثاله. وأضافت أن الأغلبية العظمى من الشعب العراقي التي تدفع وحدها الثمن الباهظ الآن، لا يمكنها الخروج من مصيدة الموت السريع والبطيء الحالية، إلا بالتخلص من القيادات الفاسدة، وشرط ذلك التخلص من هيمنة إيران؛ المستفيد الأول والأخير من تدمير العراق وتقسيمه مليشيات بعد التقسيم الطائفي. وفي الشأن المحلي، توقفت صحيفة (الرأي) عند قرار الحكومة الأخير القاضي بتسهيل إجراءات دخول المرضى السودانيين واليمنيين إلى الأردن لتلقي العلاج، وأوردت في هذا الصدد بيان جمعية المستشفيات الخاصة التي رحب فيه رئيسها فوزي الحموري بهذا القرار. واعتبر الحموري في هذا البيان الذي أصدرته الجمعية أمس هذا القرار خطوة إيجابية ومهمة من شأنها المساعدة في التخفيف على المرضى والمساهمة في تحسين أداء القطاع الطبي الخاص الذي عانى خلال الفترة الماضية من تراجع، مضيفا أنه يؤكد أيضا التوجهات الجديدة للحكومة وإيمانها بأهمية السياحة العلاجية ودورها في دعم الاقتصاد الوطني وتشجيعها لهذا القطاع "الذي حقق للأردن وعلى مدى عقود نجاحات وإنجازات مشهودة". وفي قطر، تطرقت صحيفة (الوطن) لموقع حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة من الحقوق العامة المعتمدة في قطر في سياق ما جاء في كلمة أدلت بها البعثة القطرية الدائمة في جنيف، امس الجمعة، أمام الدورة (34) لمجلس حقوق الإنسان خلال نقاش عام حول "حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة". وفي هذا الصدد، كتبت الصحيفة، في افتتاحية تحت عنوان "حراك مشهود لترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان"، أن قطر "ظلت مواكبة لما يشهده الواقع القانوني والحقوقي، الإقليمي والدولي"، "متفاعلة إيجابيا" مع المتطلبات القانونية والتشريعات الحقوقية الحديثة الحاثة على كفالة حقوق كافة أفراد المجتمع دون تمييز، مع توفير الرعاية "لكل الفئات، التي تحتاج إلى وضع قانوني وحقوقي خاص في المجتمع". ومن جهتها، توقفت (الراية) عند اخفاق محادثات جنيف 4، محملة المسؤولية لنظام الأسد وروسيا "بسبب المماطلة وشراء الوقت، وعدم الالتزام بالهدنة المعلنة، وطرح قضايا انصرافية وعدم وضوح موقف واشنطن من العملية السياسية وضآلة مشاركتها". واعتبر كاتب افتتاحية الصحيفة أن فشل هذه الجولة يسائل المجتمع الدولي ومدى مصداقيته تجاه الشعب السوري، ويحثه على "البحث عن بدائل صارمة تلزم النظام السوري الوفاء بتعهداته في ما يتعلق بنظام الحكم والدستور والانتخابات في سوريا المستقبل وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254"، وأيضا الدفع باتجاه أن تتمحور محادثات آستانة المقبلة حول "وقف إطلاق النار، وإجراءات فورية لبناء الثقة ومكافحة الإرهاب، وتوصيل المساعدات"، وذلك تجنيبا لها من فشل مماثل. وسجلت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، تفاقم مأساة النازحين من الموصل، بسبب نقص المواد الأساسية، وانخفاض درجات الحرارة ليلا"، وذلك بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على بدء عملية تحرير الموصل من تنظيم داعش التي تقودها الحكومة العراقية، بدعم جوي من التحالف الدولي، ملاحظة أن الحكومة العراقية "ركزت على الشق العسكري، واهملت الجانب الإنساني والإغاثي للنازحين"، وهو ما ينبغي، برايها ان يضع الأممالمتحدة أمام التزام أخلاقي وإنساني بتوفير جميع الاحتياجات المطلوبة لهؤلاء النازحين. وأثارت الانتباه، في هذا السياق، الى ان مواجهة الإرهاب والقضاء عليه "تتطلب النظر في الأبعاد الأخرى لسكان المناطق الخاضعة للجماعات المتطرفة"، داعية الى الإسراع في إنهاء العملية العسكرية في الموصل وحسمها، حتى تنتهي مأساة سكانها، ويتمكن النازحون من العودة الى ديارهم، وممارسة حياتهم الطبيعية. وفي السعودية، كتبت يومية (الرياض) في افتتاحيتها أن خادم الحرمين الذي يقوم حاليا بزيارة لإندونيسيا في إطار جولته الأسيوية جدد أمس لدى استقباله الرئيس الإندونيسي وأبرز الشخصيات الدينية في إندونيسيا، الدعوة إلى تعزيز التواصل والحوار بين أتباع الأديان والثقافات لترسيخ مبادئ التسامح والتعايش ومحاربة الغلو والتطرف، لافتا النظر إلى أن المملكة تبنت مفهوم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وساهمت في إنشاء مركز للحوار في فيينا رغبة منها في تعزيز الحوار بين الجميع. وقالت الصحيفة إن المملكة "استشعرت قبل الجميع الحاجة إلى وجود جهد جماعي عالمي من أجل نشر ثقافة التعايش السلمي من خلال الحوار الذي يذيب الحواجز ويصحح المفاهيم المغلوطة، فبادرت إلى إنشاء (مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات) في العاصمة النمساوية فيينا من أجل ترسيخ مبدأ الحوار بين مختلف الأديان والثقافات". وتحت عنوان "تعزيز الشراكات مع الشرق" كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها أن المملكة في سياق انفتاحها الاقتصادي على أسواق الشرق الآسيوي، عززت علاقاتها الاقتصادية والتجارية بدول الآسيان، ومن ثم النمور الآسيوية منذ وقت مبكر، وذلك عبر إبرام سلسلة من الشراكات والاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع دول شرق آسيا التي استطاعت أن تفرض حضورها وبقوة على خارطة الاقتصاد الدولي". وقالت إن "المملكة التي قرأت المشهد الاقتصادي حتى قبل تذبذب أسعار النفط، وبادرت إلى الرفع من مستوى التبادل التجاري مع شرق آسيا، تدرك أن امتداد شراكاتها إلى هذه الأسواق النشطة إنما هو أحد أهم مفاتيح تنويع استثماراتها، وبالأخص وهي تخوض غمار أول معركة جادة للتخلص من أحادية النفط عبر سياسة التحول الوطني التي تؤطرها رؤية المملكة الطموحة 2030، التي لقيت ترحيبا واسعا في الشرق الآسيوي". وفي موضوع آخر، أوردت صحيفة (الجزيرة) مقالا تحت عنوان "التدخلات الإيرانية..وموازين الصراع" اعتبر فيه كاتبه أن إيران "لم تعد تجد حرجا في الإعلان عن تنامي دورها في العراق، وسوريا، لإدراكها أهمية الدولتين الإستراتيجية، واعتبارهما بوابة مهمة للدخول إلى المنطقة العربية، كونهما تقعان في عمق إقليم الشرق الأوسط، ومن خلالهما يتحقق التواصل الملائم لإيران مع حلفائها في باقي دول المنطقة". وأبرز الكاتب في هذا الإطار "سعي إيران إلى بسط هيمنتها في المنطقة العربية، بعد أن نجحت في إيجاد بيئات خصبة لمدها المذهبي في بعض الدول العربية، حتى أصبحت ساحة حرب مشتعلة نتيجة التزاوج بين العقيدة الدينية بتأويلها الإيراني، والمشروع القومي الإيراني، الذي يهدف إلى تغيير الهوية والاستحواذ وتحقيق أهدافها العقائدية والاستراتيجية". وفي البحرين، أكدت صحيفة (الوطن) أنه لا يمكن مطلقا الاستخفاف بالدور الهام الذي تلعبه دول الخليج العربية ليس في المنطقة فحسب، إنما إقليميا وعالميا، حيث تعد دول الخليج مركزا للثقل نظرا لما تتمتع به من قوة وريادة تهيئها لقيادة المنطقة. وأوضحت الصحيفة في مقال بعنوان "الخليج مركز الثقل"، أن هذه القوة التي يتمتع بها الخليج العربي حاليا هي نتاج قوة العلاقة التي تربط دوله بعضها ببعض، حيث إن كل دولة على حدة لا تستطيع أن تشكل مركز الثقل، ولكن مجموع الدول الخليجية العربية، معتبرة أن "هذا هو سر (الاتحاد) الذي وإن لم يأخذ شكله الرسمي بعد، فهو متحقق على أرض الواقع". وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن "(الشرق الجديد) كان معدا له في مطابخ دول كبرى قبل موجة (الربيع العربي) بسنوات"، مبرزة أن "الطبخة المعدة لمنطقة الشرق الأوسط لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بالربيع وأزهاره، بل إنها تستهدف إدخال المنطقة في دوامة من الصراعات من شأنها أن تقود دول المنطقة وشعوبها إلى حالة من التشرذم والتفتت الجغرافي والسياسي والاجتماعي". وكتبت الصحيفة أن الأوضاع السائدة حاليا في أكثر من بلد عربي، والتهديدات التي تتعرض لها بلدان أخرى، إنما هي في الحقيقة الصورة "الجديدة" للمنطقة، مبينة أن جديد الشرق الأوسط الذي تحدثت عنه الوزيرة الأمريكية السابقة، والذي أعد في مطابخ عديد من الدول الكبرى ذات النفوذ والتأثير وارتباط ذلك بالمصالح السياسية والاقتصادية، يرتكز على "تفتيت الهياكل الجغرافية والسياسية القائمة لهذه البلدان وإغراق شعوبها في صراعات دموية داخلية، كما نشاهده الآن في كل من سوريا وليبيا والعراق واليمن، وإيصالها إلى حالة من عدم القدرة على العيش المشترك كما كانت في السابق". وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها أن ادعاءات أعضاء بمجلس الشورى الإيراني بشأن الجزر الإماراتية المحتلة، تجد مكانها الملائم في سياق منظومة متكاملة من المزاعم والسياسات الإيرانية، الساعية إلى الهيمنة عبر تقويض الاستقرار في المنطقة والعبث بأمنها . وأبرزت الصحيفة أنه يمكن للمرء أن يلاحظ أن إيران، التي لم تستطع في أية مرحلة إبراز أي دليل أو إثبات تبرهن به مزاعمها الباطلة، تقفز اليوم إلى ادعاءات جديدة، تحفزها عقلية تستمرئ الهروب إلى الأمام عبر تزوير التاريخ واختلاق حيثيات ملفقة . وأكدت الافتتاحية أن الموقف الإيراني المهزوز بشأن احتلال طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى تضعفه الادعاءات الجديدة، لأن منطق اختراع التاريخ وتزوير الحقائق لا يسند أحدا، ولا يخلق حقا، وليس من شأنه سوى أن يرتد على أصحابه ليؤذيهم في مصداقيتهم، التي هي محل شك أصلا . ومن جهتها، أكدت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها على هامش تنظيم العرض العسكري (حصن الاتحاد) بأبوظبي، أن تطور القوات المسلحة الإماراتية، يعد حصيلة سنين طويلة من العمل والجهد والبذل. وشددت على أن "قواتنا الباسلة هي سيف الوطن البتار لقطع كل يد يمكن أن تمتد إليه، وهي ترسه المنيع الصلب الذي تتحطم عليه كافة المؤامرات". وفي الموضوع السوري، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها أنه حين تم استئناف الجولة الرابعة من المحادثات السورية في جنيف يوم الخميس 23 فبراير الماضي كانت الآمال بتحقيق اختراق كبير متواضعة جدا إن لم تكن معدومة لأن نتائج محادثات أستانة التي سبقتها كانت مخيبة للآمال باعتبارها كانت ستضع أسس الحل السياسي المفترض. وأوضحت الصحيفة أنه مما زاد من صعوبة الوصول إلى موقف مشترك أن وفود المعارضة المختلفة الموزعة بين منصات الرياض والقاهرة وموسكو لم تتفق على تشكيل وفد واحد بسبب خلافات في التوجهات ونوايا التفرد والاستبعاد بين بعضها إضافة إلى أن وفد النظام أراد استثمار الانتصارات العسكرية التي يحققها ميدانيا ضد تنظيم (داعش ) في حمص وتدمر وشرق حلب باتجاه مدينتي الباب والرقة من خلال إصراره على وضع مسألة محاربة الإرهاب في مقدمة جدول الأعمال في حين ترى المعارضة أن الأولوية يجب أن تكون لمسألة الحكم الانتقالي . وخلصت الافتتاحية إلى التأكيد على أن الظروف الموضوعية لم تنضج بعد للحل وأن المحادثات تحتاج إلى أكثر من جنيف وأكثر من أستانة وهذا يعني المزيد من الدم والدمار.