قدم أحمد المرزوقي، أحد المعتقلين السابقين في تازمامارت، معطيات مثيرة حول الانقلاب العسكري الذي شارك فيه على نظام الملك الراحل الحسن الثاني، والذي تسبب في الزج به في معتقل تازمامرت لأكثر من عشرين سنة. أولى هذه المعطيات، يقول المرزوقي خلال استضافته في برنامج "نوسطالجيا" الذي يبث على هسبريس، هي مساهمته في إنقاذ حياة الملك محمد السادس حينما كان طفلا، إذ قال إنه أنقذ حياة طفل وسلمه إلى مربية بلجيكية، مؤكدا أن هناك شهودا على ذلك. ويؤشر ذلك حسب المرزوقي على أن المشاركين في الانقلاب لم يأتوا من أجل القتل، بل إن عددا من ضباط الصف ساهموا في فرار الكثيرين، وزاد: "لو كانت هناك نية مبيتة للقتل، وأطلق كل واحد رصاصة واحدة، لتسبب ذلك في وقوع ضحايا كثر". وتحدث المرزوقي عن ظروف الانقلاب، وكيف أن المشاركين لم يكونوا على علم بأن الأمر يتعلق بانقلاب عسكري، وقال إن الأمر ارتبط بتراتبية عسكرية كبيرة جدا، من قبل جنرالات وليس ضباط صغار، مشيرا إلى أن المرؤوس يقوم بتنفيذ الأوامر. وكشف العسكري السابق أن أغلبية الذين حكم عليهم تراوحت عقوباتهم بين سنتين وثلاث سنوات، في حين تم الحكم عليه هو بخمس سنوات، رغم أن هذه المدة تحولت إلى أكثر من عشرين سنة بدون محاكمة، مشيرا إلى أن هذا يعد تجنيا من قبل الدولة التي قفزت على جميع القوانين الدولية، كما ذهب أبعد من ذلك حينما وصف المدة التي قضاها في السجن ب"الإجرام". وتحدث المرزوقي عن ذكرياته في معتقل تزمامارت، وأكد أن عدد من تواجدوا به وصل إلى 62 شخصا، منهم 4 أعيدوا إلى الرباط وأعدموا في نهاية المطاف، وزاد: "وفد على المعتقل بعد سبع سنوات بعض الأفارقة، وضعوا في العنبر الثاني، وفي وقت ظلوا لغزا، مات أحدهم ودفن، ثم نقلت رفاته في صندوق". وعن تجربته في الكتابة، قال المرزوقي "إنها معاناة، ولكنها في الوقت نفسه تنفيس؛ لأن النفس مشحونة بالهموم"، وفق تعبيره، مضيفا: "تحس وكأنك تمارس تعذيبا على النفس، ولكن بعد المعاناة يأتي الانشراح والراحة الكبيرة.. الإنسان يتعذب ويحتاج إلى التنفيس"؛ كما شدد على أنه رصد الواقع بدون "روتوشات" في كتابه حول تازمامارت، وكتب 1000 صفحة، ولكن الناشر طلب أن يتم الإبقاء على عدد من الصفحات، بداعي أن القارئ لا يمكن أن يكمل جميع الفظاعات والمآسي، كما دعا المرزوقي رفاقه في السجن إلى الكتابة عن تجاربهم.