دخلت شركات الطيران الأوروبية على خط المواجهة مع الناقلات الخليجية الثلاث الكبرى، وهي طيران الإمارات والاتحاد والخطوط الجوية القطرية، بسبب مزاعم بشأن دعم حكومي غير عادل يضر بقوانين المنافسة. والشهر الماضي، عاد التوتر بين تحالف شركات الطيران الأمريكية (دلتا ويونايتد وأميركان إيرلاينز) والناقلات الخليجية الثلاث من جديد إلى الواجهة، بعد اتهام الأخيرة بأنها تتلقى دعماً مالياً من الحكومة ما يمنحها ميزة تنافسية. وطالبت شركتا لوفتهانزا الألمانية و(اير فرانس – كي إل إم) الفرنسية-الهولندية، في رسالة مشتركة إلى مفوضة النقل بالاتحاد الأوروبي فيوليتا بولك، بمواجهة ما أسموه ممارسات غير عادلة لشركات الطيران الخليجية في مسعى للتأثير لفرض قيود على حقوق النقل كعقوبة. وقالت الشركتان الوطنيتان، في الرسالة، إن "التوسع الموازي السريع لشركات الطيران الخليجية في أوروبا لأكثر من عشر سنوات ألحق أضراراً بالغة بالناقلات الأوروبية". ومن وقت لآخر تتعرض المفوضية الأوروبية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إلى ضغوط من الخطوط الجوية الفرنسية ولوفتهانزا من أجل بذل المزيد من الجهود لمواجهة التحدي الذي تشكله شركات الطيران الخليجية في سوق السفر الأوروبي. كان كارستن سبور، الرئيس التنفيذي لشركة لوفتهانزا الألمانية، قد جدد مؤخراً معارضة شركته للحصول على دعم مالي من الحكومة، فيما وقع اتفاق تعاون مع شركة طيران الاتحاد الإماراتية والتي تعتبر واحدة من أكبر الشركات المتهمة بالحصول على دعم مالي حكومي. وقال سبور في مؤتمر صحفي الشهر الماضي في أبوظبي: "ليس سراً أن لوفتهانزا كانت وستظل تعارض الحصول على الدعم المالي الحكومي". وبدأت الشركتان بتطبيق اتفاق الرمز المشترك، كما توصلتا إلى اتفاق عالمي بقيمة 100 مليون دولار للحصول على خدمات توريد الأطعمة والمشروبات، ووقعتا مذكرة تفاهم في مجال صيانة الطائرات. جدل قديم وقال الخبير والمستشار في صناعة الطيران خالد المزروعي إن هذا الجدل ليس جديداً ومستمر منذ فترة من الزمن ما قد يؤثر على صناعة وحركة الطيران العالمية. والصراع المفتوح في الأجواء ليس جديداً، ففي العقدين الأخيرين اقتحمت الشركات الخليجية أسواق الطيران العالمية، وبدأت تسحب البساط من تحت عمالقة الطيران في أميركا وأوروبا والشرق الأقصى. وتابع المزروعي بأن الحديث عن تلقي الدعم الحكومي من جانب شركات الطيران الأوروبية صدر من قبل من مثيلتها الأمريكية، ولكن لم يصدر ما يؤيده بصورة قاطعة من الجهات الرسمية أو الحكومة. وقبل عامين، فتحت الناقلات الأمريكية الثلاث المعروفة باسم شركات "التذمر" نار الانتقادات على المنافسة الخليجية، وزعمت الشركات الأميركية أن منافساتها الخليجية تحظى بدعم حكومي سمح لشركات الطيران المملوكة لدول خليجية بخفض الأسعار، وإخراج المنافسين من مسارات مهمة يضر بالمنافسة العادلة. وتطالب شركات الطيران الأمريكية، حكومة الولاياتالمتحدة بمراجعة اتفاقيات الأجواء المفتوحة التي تسمح لشركات الطيرانالخليجي الطيران بحرية من الإمارات وقطر إلى أي وجهة في الولاياتالمتحدة. وتحظى شركة طيران الإمارات وحدها بخطوط طيران مباشرة مع الاتحاد الأوروبي، أكثر من الصين والهند واليابان مجتمعة. كما أن السوق الأوروبية الإماراتية تعد سادس أكبر سوق خارجية لطيران الاتحاد، بعدد مسافرين تجاوز 18 مليون مسافر سنوياً، فيما يصل عدد المسافرين مع القطرية إلى 4.4 ملايين مسافر سنوياً. ولفت المزروعي، والذي شغل منصب رئيس اتحاد خدمات مطارات الخليج سابقا، إلى إن الناقلات الخليجية تدعم اقتصادات دول أوروبا بعشرات المليارات من اليوروهات سنوياً، فضلاً عن مئات الآلآف من الوظائف وتنشيط حركة السفر والسياحة، بالإضافة إلى الصفقات المبرمة مع إيرباص الأوروبية عملاق صناعة الطائرات. وتعد طيران الإمارات أكبر زبون وأكبر مشغل في العالم للإيرباص إيه 380 (ذات الطابقين وأكبر طائرة تجارية في العالم)، ويضم أسطولها حالياً 93 طائرة من هذا الطراز. ولدى الاتحاد للطيران، طلبيات مؤكدة على 62 طائرة إيرباص من طراز إيه 350 و10 طائرات إيه 380. وفي دجنبر الماضي أعلنت الخطوط الجوية القطرية أنها تخوض محادثات مع "ايرباص" الاوروبية لاستبدال طلبها التزود ب80 طائرة من نوع ايه - 320 نيو بطائرات ايه-321 الاكبر حجما، على أن يبدأ تسليم الطائرات الجديدة في العام 2018.