واقع مؤسف ذلك الذي تحدث عنه إسماعيل المنقاري، مدير المكتب المغربي لحقوق المؤلفين والملكية الفكرية، في ما يتعلق بعدم احترام شروط الملكية الفكرية من طرف الإذاعات الخاصة، قائلا إن هذه الأخيرة تعيش "في وضع الإخلال بالقانون والإخلال بدفع مستحقات من يشكلون دعامة أساسية لوجودهم؛ فلا أتصور أن تعيش إذاعة بدون موسيقى"، وهو ما يمثل "صورة مجحفة للفنان المغربي والأجنبي والمكتب المغربي لحقوق المؤلف"، مهددا باللجوء إلى القضاء في القريب العاجل. وفي تصريح لهسبريس، قال المنقاري: "خلال اجتماعات متعددة بين المكتب والإذاعات الخاصة تم الاتفاق على أن تؤدي هذه الأخيرة تعويضات عن السنوات التي مضت، منذ 2006 إلى 2014"، موضحا أن الأمر يتعلق ب"تعويضات جزافية بسيطة للغاية، الغرض منها بداية صفحة جديدة"، مشيرا إلى أن جميع الإذاعات كان من المفروض أن تصادق على هذا الاتفاق، لكن إلى حد الساعة لم تصادق إلا أربع إذاعات خاصة كانت تؤدي حقوق الفنانين المغاربة والأجانب بشكل مستمر. وأضاف المنقاري: "هناك إذاعات خاصة تحتل موقعا بارزا في الساحة السمعية البصرية المغربية لم تؤد المستحقات التي عليها والتي تم تحديد آخر أجل لدفعها في 31 دجنبر الماضي"، واعتبر أن "المكتب المغربي لحقوق المؤلف في حل من هذا الاتفاق، ونطالبهم اليوم بأداء المستحقات كاملة وليس فقط المبلغ الجزافي الذي استفاد منه الباقون، كما أننا سنلجأ إلى القضاء لاستخلاص هذه الأموال، وما على الذين يتضايقون من هذا الكلام إلا أن يلجؤوا هم أيضا إلى القضاء لرفع ما يعتبرونه مضرة". وشدد المتحدث على أن الإذاعات الخاصة هي مثل باقي المستغلين لحقوق الملكية الفكرية وحقوق المؤلف يتعين عليها ما يتعين على كل المستغلين، مشيرا إلى أن القانون ينص على أنه يجب أن تقوم بطلب ترخيص لها من طرف المكتب المغربي لحقوق المؤلف لاستغلال المصنفات المحمية، موضحا أن "كل الأعمال الفنية والأدبية التي ينتجها أشخاص مسجلة، سواء بالمكتب المغربي أو بأي مكتب مماثل في العالم". وأبرز المنقاري أن "استغلال الموسيقى يعود بالضرورة إلى أحد الذين سجلوا براءة الملكية في اسمهم في مكتب من المكاتب، وبالتالي فالمكتب يعنى بحماية الحقوق التي سجلها أصحابها، سواء به أو بأي مكتب مماثل في العالم، وذلك عملا بمبدأ المعاملة بالمثل بين جل المكاتب"، مفيدا بأنه يتم تعويض أصحاب هذه المؤلفات ماديا. وأوضح أن هذا الترخيص يسمح للإذاعات باستغلال جميع مصنفات المكتب المغربي لحقوق المؤلف، تأتي بعده مرحلة جدولة هذا الاستغلال، أو "جدول استخلاص حقوق المؤلف" الذي يتم حسب تعريفات ونوعية الاستغلال والوسيط الذي يستغل المؤلف، مفيدا بأن "الإذاعات الخاصة واحدة من هؤلاء المستغلين، وبالتالي يتعين عليها أن تقدم بشكل شهري جدولة زمنية للمؤلفات التي تستغلها، تتوصل بعده الإذاعات بإشعار بالأداء من طرف المكتب يكون محدودا في الزمن".