سجلت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ملاحظات بخصوص عدد من البرامج التي تبث على مستوى عدد من الإذاعات الخاصة والقنوات التلفزية المغربية، مشيرة إلى أن مداولات شملت محتوى هذه البرامج تأكد عبرها تسجيل مخالفات تقتضي عقوبات مالية وإنذارات وتهديدات بالتوقيف الجزئي. "الهاكا" دوَّنت مجموعة من الملاحظات والمُخالفات نُشرت بالتفصيل على صفحات آخر عدد من الجريدة الرسمية، بخصوص برنامج "لالة فاطمة" الذي تبثه الخدمة الإذاعية الخاصة "كازا إف إم"، وبرنامج "بيت سعيد" الذي يبث على "راديو بلوس"، وبرنامج "مورنين دو مومو" على إذاعة "هيت راديو"، وبرنامج "العلما ديال مارس" على "راديو مارس". الملاحظات التحذيرية لحقت أيضا برنامج "موانسين مع علاء" على "راديو بلوس" و"بقلب مفتوح" على "أصوات"، بالإضافة إلى برنامج "ضيف الأولى" الذي يبث على القناة الأولى، وبرنامج "سمير الليل" و"صباح الخير يا بلادي"، على راديو" إم إف إم"، وبرنامج "حريتك على أطلنتيك" على راديو "أطلنتيك"، فضلا عن حلقات خاصة ب"القياديين في حركة التوحيد والإصلاح" على إذاعة "ميد راديو". ويرى عبد العالي تاركيت، رئيس جمعية حقوق المشاهد، أن المخالفات المسجلة ضد عدد من البرامج الإذاعية والتلفزية، "تدل على اللامهنية التي تشتغل بها أغلب المحطات الإذاعية الخاصة بالمغرب"، على حد قوله. وأبرز تاركيت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الكثير من مقدمي هذه البرامج لا يفرقون بين العمل الإذاعي باعتباره يحمل رسالة نبيلة تفيد المجتمع، وبين التنشيط، مشيرا إلى أنه في كثير من الأحيان يعمد الحاضرون في عدد من البرامج إلى "تَنشيط َبعضياتهم" و"لّْي جابو الفم كَيْتقال"، على حد قوله. واعتبر المتحدث ذاته أن من اللازم خُضوع المنشطين للتكوين وتسطير أهداف البرامج بدقة ثم تطبيق القانون بحزم لمنع أي تَسيُّب، لافتا إلى أن الكثير من المنشطين لا يهُمُّهم خَرق القوانين لعلمهم بمحدودية العقوبة، ومشيرا إلى أن "مستشهرين هم من باتوا يدفعون الغرامات عوضا عن الإذاعات الخاصة". ويرى تاركيت أن "المشاهد والمستمع الذي ينتمي إلى الفئات الهشة اجتماعيا ومعرفيا وثقافيا يعد من أكبر ضحايا شاكلة هذه البرامج، خاصة أنها الفئة الأعرض"، مُبرزا أن "المُتلقي الذي يستقبل المحتوى بوعي لا خوف عليه".