تكبّل بعض الأقاويل والشائعات المرأة خلال الدورة الشهرية، فتمنعها عن ممارسة نشاطها الاعتيادي، إلا أنّ الأطباء يؤكدون أن الدورة الشهرية وفترة الحيض مرحلتان طبيعيتان للغاية وبالتالي لا لزوم لأي قلق أو تكلّف بشأنهما. ولعلّ من أكثر الجمل التي تسمعها المرأة "قلِّلي الحركة واحصلي على قدر كافٍ من النوم"، على اعتبار أن هذه النصيحة من شأنها أن تخفّف من الأعراض المزعجة للدورة الشهرية. ولكن في الحقيقة، يساعد المشي والحركة على تحسين الدورة الدموية للجسم وبالتالي تقليل التقلصات والانقباضات الرحمية المؤلمة. بالإضافة الى ذلك، لا يوجد سبب حقيقي يمنع المرأة خلال الدورة الشهرية من ممارسة السباحة، أو أي رياضة أخرى، عليها فقط بأخذ الاحتياطات واستخدام الفوط الصحية المناسبة، مع التشديد على الاعتناء بالنظافة الشخصية قبل ممارسة الرياضة وبعدها. أمّا الخرافة الأكثر شهرة فهي "عدم استحمام المرأة خلال الدورة الشهرية"، وهو ما ينفيه الأطباء تماما فالنظافة أساسية هنا، كما أنّ أخذ حمام دافئ أو ساخن في أول أيام الدورة الشهرية يخفّف من الألم الناتج عنها، ويساعد في الاسترخاء والشعور بالراحة. وما تجهله بعض السيدات أنّ الدورة الشهرية تختلف من امرأة لأخرى، وهي تتأثر بالمرض والنظام الغذائي والضغط النفسي والجسدي، لذلك فتعميم أيام الدورة الشهرية على كل النساء أمر خاطئ تماماً. هذا ويؤكد الأطباء أنّ أعراض الدورة الشهرية المتمثلة في الألم الجسدي والصداع والتقلبات المزاجية تعدّ أعراضاً حقيقية تماماً تحدث نتيجة تغير هرمونات الجسم وتقلصات الرحم التي تسبب الألم، وليست أعراضاً خيالية أو من ابتكار النساء. ولا توجد معلومة طبية تمنع عن المرأة خلال فترة الحيض أي غذاء، بل بالعكس، تقول التوصيات بإكمال الحياة بشكل طبيعي مع التنبه للإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالحديد والمعادن والسوائل لتعويض ما يفقده الجسم من دماء. ويبقى أن نشير الى أنّ الحمل ليس السبب الوحيد لتأخر الدورة الشهرية، إذ تتأثر الدورة الشهرية بعوامل أخرى جسدية ونفسية، مثل الضغط والقلق النفسي، أو الإصابة بأمراض المبايض أو الغدة، واكتساب الوزن الزائد أو النحافة الشديدة، كذلك تغير النظام الغذائي. فلا داعي إذا لتحميل الأمر ثقلًا أكبر من حجمه.