أرهقتني أيها القلم. أرهقتني جدا حتى أنني عجزت عن حملك منذ مدة. أكره أن أكون ببغاء أو متزلفا وأكتب من أجل الكتابة و من أجل أن يقول الآخرون أنني كاتب رائع لا يشق له غبار. أكره ذلك الغرور عندما ينتابني و أعتقد أن العالم يزداد وزنه عندما أضع مقالا هنا. أكره أكثر ذلك الاكتشاف المريع بأن لاشيء تغير أو تزحزح قيد أنملة مذ خطت يدي أول قصة، أول مقال. "" أكره أن أكتب لنفسي لأرضي غرورا داخليا. كم من مرة كتبت مقالا كاملا ثم في ثوان ضغطت على زر " إمسح" لأنني شعرت أنني كتبت ذلك المقال إرضاء لطرف ما.. ربما إرضاء لنفسي أيضا. أتصفح الجرائد و أتابع الجزيرة و أقرأ هسبريس. الملايين يكتبون ويقولون رأيهم. لن أقول "شي كيشرق شي كيغرب"، لأن ما يحدث به مليون اتجاه وليس اتجاهين فقط. الكل يغني على ليلاه. وليلى لا تبالي طبعا. أحداث، مقالات، أراء، محللون برزوا فجأة يفهمون في كل شيء و يحللون حتى سبب اتساخ أقدام ذبابة تسي تسي بالغبار. لم يعد أحد يقول : لا أعلم. الحديث و الكتابة أصبحت أسهل من حك الرأس. أنا – بلا فخر – أقولها .. أنا الرجل الذي لا يعلم.. أنا الرجل الذي لا يفهم كثيرا مما يحدث.. أنا الرجل الذي قرر التوقف عن الكتابة لأنه تأكد أنه لن يضيف شيئا في الوقت الحالي. .... السلام عليكم .....