في الذكرى الأولى لوفاة الداعية المغربي الشيخ عبد الباري الزمزمي، الذي وافته المنية في 10 فبراير من العام الماضي، تنبش هسبريس في بعض خبايا علاقة هذا الفقيه الشهير بعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وقصة طلاقه البائن مع هذا التنظيم. ويروي مصدر مقرب جدا من الشيخ الراحل لهسبريس كيف حصل الطلاق بين الزمزمي وبنكيران، مفيدا بأن مقالة حول مشروب "مكة كولا" كانت القطرة التي أفاضت الكأس في العلاقة بين الرجلين، فضلا عن "رفض" بنكيران دخول الزمزمي إلى البرلمان. ويقول المصدر إن بنكيران والراحل عبد الله باها، القيادي في حزب "المصباح"، كانا قد وعدا الزمزمي بأن يترشح بألوان هيئتهما السياسية لنيل مقعد في مجلس النواب، مقابل ركونه إلى الصمت في قضية مقاله الشهير "الشهيد" عن المناضل اليساري المهدي بنبركة. ويضيف المتحدث أنه بعد أن توقف الفقيه الراحل عن إلقاء الخطبة في أحد مساجد الدارالبيضاء، على خلفية مقال "الشهيد"، إلا أنه لم يصمت وظل يندد بالتوقيف، ويتمسك بموقفه، إلا أن بنكيران وباها طلبا منه التوقف إذا رغب في الترشح باسم الحزب في انتخابات 2002. المنعرج الذي حصل، يتابع المصدر المقرب من الشيخ الفقيد، هو أن مكتب "العدالة والتنمية" في أنفا الدارالبيضاء، اختار بالإجماع الزمزمي ليترشح بلون "الحزب الإسلامي"، لكن بنكيران ورفيقه باها "كان لهما رأي مخالف تماما". ويستطرد المتحدث بأن بنكيران ذهب بنفسه إلى الدارالبيضاء وطالب "الإخوان" هناك بأن يحيدوا عن ترشيح الزمزمي، بدعوى أن هذا الأخير "عالم دين، ودرس العلوم الشرعية، وتخرج من المدارس العتيقة، وقد يثير هذا الوضع مشكلة في البرلمان"، وفق المصدر. وجاء مقال "مكة كولا" ليخط نهاية العلاقة بين الزمزمي والعدالة والتنمية، وهو المقال الذي دبجه الفقيه المعروف ردا على حوار نشرته صحيفة "التجديد" مع صاحب شركة "مكة كولا"، أظهر فيه خطأ محاذير استعمال الاسم، وحرمة استخدامه وصفا للمنتوج. وكانت القطرة التي أفاضت الكأس، يضيف المتحدث ذاته، أن المقال المعني تعرض لبعض التعديلات اعتبرها الزمزمي "خيانة له"، وهو ما دفعه إلى ذكر هذه الحيثية في مقدمة كتابه "السلفية والإرهاب"؛ إذ قال: "نشرت "التجديد" مقالا بعنوان مزور، غير العنوان الأول، ووضعت له مقدمة منافية لأدب الحوار وحسن المجادلة". وورد في مقدمة صحيفة "التجديد"، التي أغضبت الزمزمي وجعلته يقرر قطع التعامل مع الجريدة، أن "منتوج مكة كولا يعد خطوة إبداعية وشجاعة في سياق منافسة مشروب آخر أصبح رمزا من رموز الهيمنة الاقتصادية التي تنفرد بها جهات لا تألُ جهدا في معاداة المسلمين". وزادت: "صاحب المنتوج عربي مسلم، أظهر من الروح الإسلامية والوطنية ما يستحق به كل تنويه وتشجيع.. ويخدم معركة المقاطعة.."، قبل أن تردف بأن "الزمزمي ركز على المحاذير، وحرمة استعمال الاسم الكريم للبلد الكريم اسما للمنتوج"، وبأنها "تنشر المقال دون أن تتفق معه". وكان الزمزمي قد كتب حينها قائلا: "ما تنشره بعض الصحف من تبشير وإشهار لمشروب يحمل اسم (مكة كولا)، هو استغلال مستهجن للبلد الحرام، ومس مقيت بمقدسات الإسلام، واستخفاف بمشاعر المسلمين، لا ينبغي لهم أن يتقبلوه ويتعاملوا معه، لأن فيه تشجيعا وتزكية لسنة سيئة إذا ذاعت في الناس، وشاعت في الأسواق لن يجد أحد سبيلا إلى منعها والسيطرة عليها".