يبدو أن قرار عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والذي جاء خلال هذا الشهر في "دورة أديس أبابا"، سيتبعه حضور على جميع المستويات، وخصوصا الاقتصادي منها؛ وهو ما أعلن المكتب الوطني المغربي للسياحة انخراطه فيه. وضمن وجوده بإفريقيا، أكد المكتب أن المرحلة الأولى ستنطلق من عاصمة السينغال، بإنشاء أول تمثيلية للسياحة المغربية في إفريقيا، والتي ستفتتح مقرا رسميا لها بداكار، مشيرا إلى أن تلك الخطوة تأتي في إطار التوجهات الاقتصادية والسياسية الكبرى للإستراتيجية المغربية بإفريقيا، لاستكشاف أسواق جديدة مصدرة للسياح في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء. عبد الرفيع زويتن، مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة (الصورة)، كشف عن أنه سيتم فتح المديرية الأولى للسياحة في داكار والتي تدخل ضمن الإستراتيجية الجديدة للملك محمد السادس تدعيما لتعاون جنوب جنوب، مؤكدا أن الزيارة الأخيرة التي قام بها للسينغال خلال نونبر الماضي تضمنت التوقيع على العديد من الاتفاقيات؛ وضمنها اتفاقية في المجال السياحي. وقال زويتن، في تصريح لهسبريس، إن المكتب الوطني المغربي للسياحة بدأ في تطبيق بنود هذه الاتفاقية، مبرزا أن الهدف هو إفريقيا الغربية وإشراك التجربة التي يتوفرون عليها وكذلك على مستوى التكوين بهدف الرفع من السياح في البلدين. وحول إمكانية جلب المغرب للسياح الأفارقة، خصوصا أن الأرقام متواضعة في هذا المجال، سجل زويتن أن المغرب يعد الوجهة السياحية الأولى بالنسبة إلى السياح الأفارقة، موضحا أن هذا العدد يتزايد بشكل كبير حيث يصل 200 ألف سنويا، بسبب المؤهلات الكبيرةالتي يتوفر عليها المغرب. وشدد المسؤول المغربي على ضرورة بناء تعاون سياحي بين المغرب وبين الدول الإفريقية جنوب الصحراء وخصوصا السينغال، مبديا استعداد المملكة لإشراك خبرتها في المجال السياسي مع هذه الدول، بالإضافة كذلك لاستفادة المغرب من تجارب هذه الدول. المكتب الوطني المغربي للسياحة يرى أنه باستقبال المملكة ل220 ألف سائح فقط من جنوب الصحراء الكبرى سنويا يبقى المغرب بعيدا جدا عن قدراته الحقيقية في جذب واستقطاب هذه الفئة من السياح المنحدرين من بلدان تعتبر قريبة نسبيا من المملكة، خاصة فيما يتعلق بالثقافة والاقتصاد والسياسة والجغرافيا. ولمعالجة هذا الاختلال، وضع المكتب، حسب ما كشف المسؤولون عنه، مضاعفة هذا الرقم في غضون العامين المقبلين، مشددا على أهمية الاعتماد على عدة تدابير لزيادة جاذبية وجهة المغرب لدى البلدان الإفريقية ذات الإمكانات العالية في التنمية السياحية؛ وأهمها السنغال والكوت ديفوار ومالي وغينيا والغابون ونيجيريا والكاميرون. من بين هذه التدابير، يعتزم المكتب الوطني المغربي للسياحة الاستفادة من تفرد المغرب كوجهة يمكنها أن تقدم عرضا سياحيا مصمما خصيصا لتلبية الاحتياجات المحددة للسياح من جنوب الصحراء الكبرى، مركزا على المنتجات المعيارية مثل السياحة الترفيهية في مراكش، وسياحة الأعمال والتسوق في الدارالبيضاء، وكذا من خلال الترويج لمنتجات جديدة متناسبة مع حزم للسياحة الطبية والسياحة الدينية بفاس. وموازاة مع ذلك، ومن أجل تطوير التدفقات السياحية بين المغرب وبين بلدان جنوب الصحراء الكبرى على المدى المتوسط، سيضطلع المكتب الوطني المغربي للسياحة باتخاذ عدة إجراءات تستهدف خصوصا منظمي الرحلات في هذه البلدان، مؤكدا انخراطه في تنظيم عدة رحلات استطلاعية، من أجل إضفاء الطابع المهني على وكالاتهم ومنحهم الوسائل الكفيلة بالنهوض بوجهة المغرب لدى زبنائهم.