قال المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عبد الرفيع زويتن، أمس السبت، إن الخبرة المغربية في المجال السياحي مطلوبة في إفريقيا، وذلك في إطار التعاون جنوب – جنوب الذي يدعو إليه المغرب. وأوضح السيد زويتن في حديث لإذاعة (إرفي) الفرنسية وأسبوعية (جون أفريك)، أن الخبرة المغربية معترف بها في جميع أنحاء القارة سواء من حيث الإعداد السياحي، كمشاركة المغرب في مشروع الحفاظ على خليج كوكودي بكوت ديفوار وتثمينه، أو على مستوى الإيواء والتكوين السياحيين. وذكر، في هذا السياق، بأن المكتب الوطني المغربي للسياحة وقع اتفاقيات تعاون مع مؤسسات في عدد من البلدان الإفريقية كالسنغال والغابون والكوت ديفوار، لجعل قطاع السياحة محركا للتنمية، تماشيا مع سياسة تعزيز الروابط الاقتصادية مع البلدان الإفريقية التي ينهجها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأكد السيد زويتن، من جهة أخرى، أن إفريقيا جنوب الصحراء تشكل إحدى المناطق الناشئة الواعدة كسوق مصدر للسياح بإمكانات هائلة، مبرزا أن المغرب ينهج سياسة جديدة للترويج السياحي تروم رفع التدفقات السياحية من هذه السوق، التي لا زالت دون الإمكانات المتوفرة. وذكر، في هذا الصدد، بأن المكتب الوطني المغربي للسياحة فتح مندوبية له في داكار، وأنه سيتم فتح أخرى قريبا بأبيدجان، مضيفا أن المغرب يؤمن بقوة بتطوير هذه السوق لما تزخر به المملكة من مؤهلات تتناسب وتتماشا وتطلعات السياح الأفارقة، لاسيما في مجال السياحة الثقافية والدينية، وسياحة الأعمال، والسياحة الطبية والترفيهية. وتابع السيد زويتن « نركز على غرب إفريقيا التي تربطها علاقات ثقافية وروحية عريقة بالمغرب »، مشيرا إلى أن جهودا تبذل لتطوير ربط جوي بين داكار وفاس وذلك خدمة لأتباع الطريقة التيجانية، وإحداث وكالة للأسفار متخصصة في مجال السياحة الروحية انطلاقا من عدد من بلدان هذه المنطقة. ودعا في هذا الصدد إلى إبرام اتفاق الأجواء المفتوحة في إفريقيا، والذي سيمكن من النهوض بالمبادلات الاقتصادية والسياحية بين البلدان الإفريقية، مبرزا الوضع المتناقض لحركة النقل الجوي بهذه القارة، الذي يسجل أعلى أسعار الرحلات وأضعف قوة شرائية في العالم. وأشاد السيد زويتن، من جهة أخرى، بالدور الذي تضطلع به الخطوط الملكية المغربية لتوطيد العلاقات مع إفريقيا جنوب الصحراء، مشيرا إلى أن المكتب الوطني المغربي للسياحة يعتزم العمل مع هذا الناقل الوطني لتطوير السياحة انطلاقا من إفريقيا، خاصة بجذب أكبر عدد من المسافرين الذين يمرون عبر مركز الدارالبيضاء الجوي. وعلى صعيد آخر، أكد المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة أن المغرب يولي، أيضا، أهمية خاصة للأسواق الناشئة الأخرى، لاسيما السوق الروسية، معتبرا أن الاتفاقيات التي أبرمت مع عدد من وكالات الأسفار ووكالات الاتصال الروسية الكبرى ستسمح بتموقع المغرب كوجهة رائدة انطلاقا من هذا البلد. وفيما يتعلق بالسياحة الداخلية، أبرز السيد زويتن أهمية هذا القطاع الذي يمثل 30 بالمائة من مجموع ليالي المبيث، والذي يشهد نموا كبيرا بفضل التقدم الاقتصادي الذي حققه المغرب، وتوسع الطبقة المتوسطة، مشيرا إلى أن مهنيي قطاع السياحة يدركون الحاجة لتشجيع السياحة الداخلية من أجل دعم وتعزيز نشاطهم. كما ذكر المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة بالاهتمام الخاص الذي يولى للمغاربة المقيمين في الخارج، الذين يعتبرون رهانا مضمونا لتمسكهم ببلدهم الأصلي، والذين يطور الفاعلون الاقتصاديون والسياحيون، لصالحهم، منتجات خاصة ومحددة.