أكد عبد الرحيم منار اسليمي، أستاذ العلاقات السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، وجود انقسام داخلي في النظام الجزائري حول عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بين تيارين، يتبنى الأول موقفا معاديا للمغرب يقوم على الصراع بقيادة متزعم الجيش القائد صالح، ووزير الخارجية رمطان العمامرة؛ فيما يحاول التيار الثاني الذي يقوده الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تأسيس علاقة جديدة مع المملكة، وفق تعبيره. وأضاف اسليمي، في ندوة نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام عشية اليوم، تحت عنوان: "قمة أديس أبابا وعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي"، أن الانقسام حاضر أيضا حتى في مواقف الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية حول النتائج التي ستفر عن عودة المغرب إلى الأسرة الإفريقية، مؤكدا وجود حالة من الترقب والخوف وسط قيادات الجبهة من إمكانية ضمان المغرب للأغلبية اللازمة لتعليق عضويتها داخل المنظمة. طلب المغرب العودة إلى المنظمة القارية، الذي من المرتقب أن تتم المصادقة عليه في القمة الجارية حاليا في أديس أبابا بإثيوبيا، اعتبره الخبير في العلاقات الدولية "قرارا إستراتيجيا"، عكس ذلك المتخذ سنة 1984 بالانسحاب من منظمة الوحدة الإفريقية، الأمر الذي يستوجب من رئيس الحكومة المعين، عبد الإله بنيكران، "قراءة الخريطة الدولية بواقعية كبيرة في ظل التسارع والتحول الذي تعرفه، ومراعاة مصالح الخارجية، وليس فقط الإكراهات والصراعات الداخلية"، وفق تعبيره. ورفض الخبير في القضايا الدولية القراءات التي تشكك في إمكانية رفض أو عرقلة عودة المغرب إلى المنظمة القارية، في ظل حصوله على الأغلبية الكافية، مؤكدا أن الميثاق التأسيسي واضح ولا مجال للاجتهاد فيه، قبل أن يزيد: "معركة العودة ستحسم، وستبدأ معركة أخرى تتعلق بحشد التأييد الكافي لإخراج التنظيم الانفصالي من الاتحاد". وفي رسمه لمعالم الصراع الذي يعد المغرب واحدا من أطرافه إلى جانب الجارة الشرقية والبوليساريو وجنوب إفريقيا، قال اسليمي، في المناسبة ذاتها، إن "جنوب إفريقيا لها تخوفات قائمة على هواجس اقتصادية صرفة من المكانة التي بات يحتلها المغرب في هذا المجال، عكس الجزائر التي يقوم صراعها على التاريخ والحدود التاريخية والصراع الجيوستراتيجي بشمال إفريقيا". وزاد أستاذ العلاقات السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن الصراع بين المملكة وجنوب إفريقيا يظل مركزا على الصعيد الاقتصادي، في ظل خوف الأخيرة من قدرات الاقتصاد المغربي الناشئ. كما لم يستبعد اسليمي أن يحصل تقاطع في المصالح بين الدولتين، قد يمكنهما من ترميم العلاقة والدخول في صلات تعاون وتفاهم. ونفى المتحدث ذاته أن تكون عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي اعترافا ضمنيا أو رسميا بجبهة البوليساريو، مؤكدا أن العديد من الدول غادرت المنظمة ثم عادت ولكن لم تعترف بالتنظيم الانفصالي، وفق تعبيره، قبل أن يدحض ما اعتبرها "تأويلات خاطئة" تروج لها الجزائر بشأن إمكانية تدخل هياكل الاتحاد في نزاع الصحراء بعد دخول المملكة رسميا إليه، مضيفا: "المادة 52 من الميثاق الأممالمتحدة تنص على استحالة هذا التأويل، وتربط أي تدخل للمنظمة القارية باتفاق طرفي النزاع أو إحالة مباشرة من مجلس الأمن".