اعتبر حسن أوريد، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي سابقا، أن المغرب يمكنه بناء نموذج متميز للتسامح والتعايش في ظرفية زمنية مضطربة عالميا. وأوضح مؤرخ المملكة السابق، في حفل تقديم روايته "سينترا" بمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، مساء الأربعاء بالدار البيضاء، أن هذا النموذج يمكن بناؤه بالنخب المثقفة والفاعلة سياسيا، والتي تعمل ما في جهدها من أجل التعايش بين الشعوب. والي جهة مكناس السابق عرج من خلال حديثه عن روايته "سينترا" على تجارب عربية باءت بالفشل، ليحيل بعدها على النموذج الأندلسي في التسامح والتعايش، لافتا إلى أن فكرة مغرب متسامح متعايش قضت مضجعه ومثقفين ومفكرين وفاعلين سياسيين آخرين. وعاد حسن أوريد، وهو يتحدث عن هذا النموذج، إلى ملتقى الأقليات الذي احتضنته مدينة مراكش مؤخرا، لافتا إلى أن هناك إحالات في الخطاب الرسمي على النموذج الأندلسي، وكذا في خطاب الملك محمد السادس لذكرى ثورة الملك والشعب، مضيفا: "إن ما أتحدث عنه هو شيء راسخ في وجدان المجتمع المغربي ولدى الفاعلين السياسيين والمثقفين". صاحب رواية "سيرة حمار"، وهو يتحدث عن توظيفه لمجموعة من الشخصيات التاريخية والثقافية في هذا العمل الروائي، من بينها "شمعون ليفي" و"العربي المساري" و"فاطمة المرنيسي" وآخرين، أكد أن استحضاره لهؤلاء يحيل على الفكرة التي تخالجه، لافتا إلى أنه أزاح عنها هالة الرسميات لكي تبرز بجانبها الإنساني، قبل أن يضيف: "لا يرتاد سينتراي إلا الذين يستحقون ذلك، وهذا ليس معناه أن من ليس فيها لا يستحق ذلك". وتحدث أوريد عن توظيفه لهذه الشخصيات، ومنهم الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان، إذ قال في مداخلته: "وقع لي مشكل في عدد من الأسماء، خاصة الشاعرة مليكة مزان، إذ تخوفت من الصورة التي صورتها بها، حتى إني سميتها تامازانت..كما تخوفت من بعث نسخة لها من الرواية". وحول الزخم الحالي في الأدب المغربي بخصوص توظيف التراث اليهودي المغربي، اعتبر مؤرخ المملكة السابق ذلك إيجابيا، داعيا إلى عدم الخجل من الأمر، على اعتبار أن المغرب أمة عريقة وغير عادية. ولم يُخْفِ صاحب الرواية المستوحى اسمها من ملهى ليلي قديم بالدار البيضاء أمله في أن يتحول هذا العمل إلى فيلم سينمائي، إذ خاطب الحاضرين قائلا: "سأكون مسرورا أن تصبح هذه الرواية فيلماً"؛ كما كشف أن أحد المخرجين المغاربة اتصل به من أجل ذلك، وزاد مستدركا: "لكن هناك أمورا لا يمكن أن أقوم بها، مثل طلب الدعم.."إلى كان الفيلم يخرج تبارك الله، لكن نطلب لا"".