يشكل اليوم الوطني للبيض، الذي يحتفل به في 15 يناير من كل سنة، مناسبة للتعريف بهذه المادة الغذائية المفيدة والأساسية لنظام غدائي متوازن لا تزال قيمته مجهولة لدى المستهلك المغربي. ويحتوي البيض على عدد كبير من المواد المغذية التي تساهم في سد الحاجيات الغذائية المرتبطة بالنمو والمحافظة على الجسم في صحة جيدة، فهو يمثل مصدر البروتينات والأملاح المعدنية الأقل ثمنا في السوق، حيث أن القيمة الغذائية لبيضتين تعادل ما توفره 100 مائة من اللحم. وفي هذا الصدد، تسعى الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك، من خلال الاحتفاء باليوم الوطني للبيض، إلى ترسيخ هذه المناسبة كموعد سنوي للاتصال المباشر بين المهنيين والمستهلك، للمزيد من التوعية المتواصلة بشأن قطاع إنتاج البيض والقيمة الغذائية التي يتوفر عليها. كما تهدف إلى تحسيس المستهلكين بالقيمة الغذائية للبيض وأهميته في ثقافة المستهلك المغربي كغذاء صحي ومتوازن، إلى جانب إطلاعه على مختلف مراحل إنتاج هذه المادة وتشجيع المواطنين على استهلاكها نظرا لما تحتويه من فوائد صحية وغذائية. ونظرا لأهمية هذا القطاع الواعد استطاع المغرب، خلال السنوات العشر الماضية، مضاعفة حجم إنتاج البيض على الصعيد الوطني، حيث تمكن من تغطية الاحتياجات الوطنية وتأمين الاكتفاء الذاتي من هذه المادة التي تحتوي على قيمة غدائية لا يزال المستهلك غير واع بأهميتها، إذ بلغ الإنتاج الوطني من بيض الاستهلاك، خلال سنة 2015، ما مجموعه 5,2 ملايير وحدة، موفرا بذلك ما يعادل 160 بيضة للفرد في السنة، وذلك وفق البيانات الصادرة عن الجمعية الوطنية لبيض الاستهلاك بمناسبة اليوم العالمي للبيض، الذي تخلده سنويا المنظمة العالمية للبيض يوم الجمعة الثانية من شهر أكتوبر. واستنادا للمصدر نفسه فإن هذا الإنتاج يغطي مائة في المائة من الحاجيات المعبر عنها في المغرب من بيض الاستهلاك، علما أن المملكة شرعت، خلال السنوات الأخيرة، في تصدير البيض إلى بعض الدول الإفريقية، كما حقق هذا القطاع، خلال السنوات الأخيرة، رقم معاملات يقدر بخمسة ملايير درهم، فيما يوفر بصفة دائمة 12 ألف منصب شغل مباشر و30 ألف غير مباشر من خلال شبكة التسويق والتوزيع. كما عرف قطاع إنتاج البيض، خلال السنوات الأخيرة، استثمارات تقدر ب2,2 مليار درهم، مكنت من خلق 240 ضيعة في مستوى كبير لإنتاج بيض الاستهلاك مرخصة طبقا للقانون 49-99 المتعلق بالحماية الصحية لضيعات الدواجن ومراقبة انتاج وتسويق منتوجات الدواجن، بغية إنتاج بيض ذا جودة عالية يستوفي لجميع شروط السلامة الغذائية الجاري بها العمل من أجل الحفاظ على صحة المستهلك. ويقدر مهنيو القطاع حجم ما يستهلكه المغاربة من البيض في السنة الواحدة بما يزيد عن 5.3 مليارات وحدة، وتشمل كل أنواع البيض التي يتم تسويقها في السوق المغربي. ويسعى المهنيون، أيضا، إلى مضاعفة حجم استهلاك المغاربة للبيض ليصل إلى معدلات الدول المجاورة، كتونس وإسبانيا اللتان يبلغ معدل استهلاكهما 384 بيضة للفرد الواحد، وفرنسا التي يفوق فيها هذا المعدل ب250 بيضة، وأمريكا التي يستهلك فيها كل مواطن 323 بيضة سنويا، واليابان بنحو 324 بيضة في السنة لكل مواطن، وهو ما يمثل الضعف مقارنة مع المعدل المسجل في المغرب، والذي انتقل فيه هذا المتوسط من 21 بيضة للفرد الواحد سنة 1970 إلى 156 بيضة سنة 2013، ليبلغ 160 بيضة سنة 2015. يذكر أن الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك، التي تأسست سنة 1995 من قبل منتجي بيض الاستهلاك بالمغرب، تهدف، بالخصوص، إلى تمثيل المصالح الاقتصادية لقطاع إنتاج لحوم الدواجن، ودراسة طرق جديدة لتحسين تنظيم القطاع، وطرق الإنتاج والبيع والتسويق، وكذا ملاءمتها مع حاجيات السوق، والعمل على تشجيع استهلاك البيض ولحوم الدواجن. *و.م.ع