تناولت الصحف الصادرة بأوروبا الغربية اليوم السبت مواضيع عديدة ذات طابع محلي ودولي ، أهمها مناظرة اليسار الفرنسي في إطار الانتخابات التمهيدية، وقضية الأمن الداخلي في ألمانيا على اثر هجوم برلين الإرهابي ، وقمة افريقيا –فرنسا التي تنعقد حاليا بباماكو،والنقاش داخل الأحزاب السياسية الإسبانية الرئيسية ، وقضية المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين اللذين فرا من مطار لشبونة . وفي بلجيكا، علقت الصحف على أول مناظرة لليسار الفرنسي في إطار الانتخابات التمهيدية، حيث كتبت (لاليبر بلجيك) أن اليسار منقسم ومنهك، مشيرة إلى أنه ما بين التبرير الذاتي لمانويل فالس، الحريص على الدفاع على حصيلة ضعيفة، وهجوم يسار مثالي، يقوده هامون ومونتبورغ، يصعب تحديد المرشح الأكثر إقناعا، على الرغم من أن استطلاعات الرأي تعطي الأسبقية للوزير الأول الأسبق. من جانبها، كتبت (لوفيف) أن مانويل فالس هو المرشح الاوفر حظا للفوز بالاقتراع المنظم ما بين 22 و29 يناير، غير أنه تراجع بفعل التحولات التي عرفتها الاسابيع الأخيرة، مشيرة إلى أنه وعلى بعد أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية تتجه استطلاعات الرأي إلى صراع ثنائي بين اليمين واليمين المتطرف. وبالنسبة ل(لوسوار) فإن المناظرة الأولى لليسار عكست الصعوبات التي تعاني منها أسرة اليسار التي تبحث عن ذاتها، مضيفة أن الظاهرة لا تنحصر على فرنسا وحدها حيث يعاني اليسار في عدد من البلدان الأوروبية. وفي ألمانيا واصلت الصحف تسليط الضوء على الاجراءات التي تعتزم السلطات الألمانية اتخاذها لتعزيز الأمن الداخلي بعد اعتداء برلين . فكتبت صحيفة (باديشه تاغبلات) أن وزير العدل الاتحادي هايكو ماس أقر بأن السلطات قد ارتكبت أخطاء في التعامل مع قضية أنيس عامري، المشتبه فيه الرئيسي بتنفيذ اعتداء برلين في أحد أسواق أعياد الميلاد. من جهتها أشارت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينة تسايتونغ) إلى أن هايكو ماس اعترف بما لا يريد أن يعترف به الكثير من أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه مشيرة إلى أن زميله رالف جاغر وزير داخلية شمال الراين وستفاليا يرى عكس ذلك واكد أنه لا يمكن أن تكون السلطات الامنية قد ارتكبت أخطاء لأنها ذهبت إلى أبعد حدود إمكانياتها في ملف التونسي عامري . أما صحيفة (باديشه تسايتونغ ) فذكرت أن وزير داخلية ولاية بادن فورتمبيرغ توماس شتروبل عن الحزب الديمقراطي المسيحي ، كان قد دعا إلى رفع مدة احتجاز طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم حتى يتم ترحيلهم، وتقليص على سبيل المثال الخدمات الاجتماعية المقدمة لهم إلا أنه دستوريا لا يمكن القيام بذلك خاصة إذا لم يرتكبوا أية جرائم ولا يمكن وضع أي شخص في السجن إلى أجل غير مسمى دون محاكمة . وفي فرنسا، اهتمت الصحف بعدد من المواضيع من ضمنها قمة افريقيا –فرنسا التي تنعقد حاليا بباماكو، حيث كتبت صحيفة (لوفيغارو) في هذا الصدد ان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند الذي يشارك في هذه القمة للمرة الاخيرة ،قام بحربين بكل من مالي وافريقيا الوسطى، مضيفة ان هذه القمة التي انطلقت الجمعة تعتبر تاريخية. واضافت الصحيفة ان القمة التي كانت متوقعة سنة 2016 وأجلت لمدة سنة لاسباب امنية، تم مع ذلك التشبث بعقدها ببماكو، معتبرة انه بالنسبة لفرانسوا هولاند فان هذا النادي الكبير يعد قمة الوداع، وفرصة لرئيس يستعد لتقديم حصيلة عمله بافريقيا. ولاحظت الصحيفة ان السياسة الافريقية التي تم نهجها خلال ولاية هولاند تميزت بحربين سنة 2013 بمالي ثم بافريقيا الوسطى. من جهتها قالت صحيفة (لوموند) ان الرئيس الفرنسي يترك بصمة بافريقيا ذات طابع امني قبل كل شيء، مبرزة ان هذا التوجه جعل الجيش في صلب السياسة الافريقية لفرنسا. في نفس السياق، ذكرت صحيفة (ليبراسيون) ان فرانسوا هولاند سيترك وراءه ازيد من اربعة الاف جندي فرنسي منتشرين بافريقيا. وفي البرتغال، مازالت الصحف تركز على قضية المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين اللذين فرا من مطار لشبونة إلى جانب عدد من المواضيع مثل العلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة. وكتبت صحيفة (جورنال دي نوتيسياس) في تعليقها يبدو أن السلطات البرتغالية لم تجد بعد جوابا عن قضية مطار لشبونة، ومواجهة محاولة بسيطة للجزائريين الذين دخلا المنطقة الأوروبية . وذكرت الصحيفة أنه في يوم الخميس، تمكن مواطنون جزائريون اثنين من الهرب والجري والقفز من السياج بسهولة مشيرة إلى أنها المرة الرابعة التي يحصل فيها هذا الأمر مضيفة أنه تم تشكيل مجموعة عمل خططت بالفعل لوضع تدابير أمنية مختلفة ، بما في ذلك بناء الاسوار ووضع كاميرات المراقبة وبالممرات التي تؤدي مباشرة إلى الطائرة وإنشاء منطقة أمنية ، إلا أن شيئا من هذا القبيل لم يتحقق وفق الصحيفة. من جهتها، كتبت صحيفة (بوبليكو) تحت عنوان " تصاعد الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدةوالصين " ، أن الإدارة الأمريكية القادمة يبدو أنه ليس لديها أدنى شك في أن الصين ستكون المنافس الرئيسي للولايات المتحدة في السنوات المقبلة. وأضافت الصحيفة أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لم يخفي ذلك في اي مرة ، لكن الرجال الذين اختارهم للدبلوماسية المباشرة والدفاع قد عززوا هذا الموقف، مبرزة أن بكين من جهتها ، دعت إلى هدوء أكثر وأصرت على "التعاون" ، ولكن في الوقت نفسه أعربت عن تحذيرات جدية. وفي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف على النقاش داخل الأحزاب السياسية الإسبانية الرئيسية، التي تستعد لعقد مؤتمراتها هذه السنة. وهكذا كتبت (إلباييس) أن سوزانا دياز، رئيسة جهة الأندلس وإحدى الشخصيات البارزة في الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، تستعد للتنقل بين عدة مدن إسبانية للدفاع عن مشروعها السياسي وترشحها المتوقع لمنصب الأمين العام للحزب. وأضافت اليومية أنه رغم عدم وجود مرشحين رسميين لهذا المنصب، فإن دياز بدأت تمهد الطريق وتتوقع حملة مكثفة، مشيرة إلى أنه سيتعين عليها الحذر أمام الانتقادات التي تتهمها بالاهتمام أكثر بالسعي للسلطة داخل الحزب بلد دورها كرئيسة للأندلس. وفي سياق متصل أشارت (إلموندو) إلى أن المناضلين الاشتراكيين المعارضين لسياسة لجنة إدارة الحزب الاشتراكي في انتظار انتخاب أمين عام جديد، اجتمعوا بمدريد أمس الجمعة وطالبوا بانتخابات قيادة الحزب الجديدة في مايو المقبل. وأضافت اليومية أن المنتقدين المتشددين للجنة إدارة الحزب الاشتراكي يخشون دعوة رئيس الحكومة والمحافظين، ماريانو راخوي، لانتخابات عامة مبكرة للاستفادة من ضعف الحزب الاشتراكي، الذي يعاني انقسامات داخلية، وجددوا رفضهم للامتناع الذي قررته اللجنة للسماح لراخوي بتشكيل حكومة جديدة. أما (لا راثون) فأشارت للانقسامات التي باتت واضحة داخل حزب بوديموس، اليساري الراديكالي، الذي يستعد لعقد جمعيته المواطنة الثانية، وذلك بين الأمين العام للحزب، بابلو إغليسياس، الذي يتزعم المناهضين للرأسمالية، والرجل الثاني في الحزب، إنغو إريخون، الذي يدعو لخط أكثر اعتدالا. وبحسب اليومية، فإن إغليسياس تقرب من التيار المعادي للرأسمالية وللنظام داخل الحزب من أجل البقاء على رأس الحزب، فيما إريخون، الذي وصف الأمين العام بأنه "غير ناضج"، دعا للعمل في إطار مؤسسي والاقتراب من الحزب الاشتراكي. في إيطاليا، اهتمت الصحف الرئيسية بموضوع الخدمات الطبية الجديدة التي سيتم توفيرها للمواطنين، والتي أعلنت عنها وزيرة الصحة بياتريس لورينزين بعد التوقيع من قبل رئيس الحكومة على مرسوم بشأن "دعم الخدمات الطبية الأساسية" في إيطاليا ، والخطة الجديدة للقاحات. وكتبت صحيفة (كورييري ديلا سيرا ) أن وزيرة الصحة لورينزين قالت إن خطة التطعيم الجديدة توفر اللقاحات مجانا وبدون الحاجة لشراء بطاقات التطعيم كما كان في السابق. ووفقا للصحيفة، فإن المرسوم الذي وقعه رئيس الحكومة ينص على مجموعة من المزايا والخدمات الصحية الجديدة التي تضمن الرعاية الصحية لجميع المواطنين بفضل الموارد المالية التي سيتم جمعها من خلال الضرائب.