انطلقت، اليوم الخميس، بجماعة النقوب، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم زاكورة، أشغال أنجاز "الطريق الإقليمية 1521"، الرابطة بين الجماعة المذكورة وجماعة اكنيون القروية بإقليم تنغير. وأشرف عامل إقليم زاكورة، عبد الغني صمودي، إلى جانب عدد من رؤساء المصالح الأمنية والخارجية، والمنتخبين، وفعاليات المجتمع المدني، على إطلاق أشغال هذا المشروع الطرقي الهام، الذي يبلغ طوله 50 كلم، وخصص له غلاف مالي إجمالي قدره 43 مليون درهم. ويعتبر هذا المشروع الطرقي، الذي سيتم إنجازه من طرف وزارة التجهيز والنقل، بشراكة مع مجموع جماعات درعة، والمجلس الإقليمي لزاكورة، والمجلس الجهوي لسوس ماسة درعة سابقا، وجماعة النقوب، بمثابة حلم انتظرت الساكنة تحققه منذ عقود من الزمن، إذ سيفك العزلة عن العديد من الدواوير، وسيساهم بشكل فعال في إثراء المنتج السياحي القروي والطبيعي، للرقي بالمناطق الخلفية القروية والجبلية، في إطار تنمية شاملة تنسجم وأولوياتها الاجتماعية والاقتصادية. عمر بنيكن، المدير الإقليمي لوزارة التجهيز والنقل، أوضح أن هذا المشروع يأتي في إطار تعزيز البنية التحتية الطرقية بالإقليم، ويروم المساهمة في فك العزلة عن العالم القروي، والرفع من قيمة الموارد الطبيعية المحلية، وكذا الرفع من نسبة ربط الساكنة القروية بالشبكة الطرقية. وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن هذا المشروع يعكس مدى حرص وزارة التجهيز والنقل وشركائها على العناية بالمناطق القروية النائية، وإيلائها المكانة اللائقة بها، من خلال إعادة هيكلتها وتنظيمها والعمل على تطوير بنايتها التحتية وإحداث المرافق والمنشآت الضرورية بها، والمساهمة بالتالي بشكل إيجابي في تحقيق التنمية المحلية الشاملة. وأشار حسن سغاني، مدير المصالح بجماعة النقوب، إلى أهمية هذا المشروع الذي سيمكن من خلق انتعاشة مهمة في القطاع السياحي عبر التعريف بالمؤهلات الطبيعية والثقافية والسياحية التي تزخر بها منطقة النقوب ونواحيها، ما سيساهم في خلق مشاريع تنموية مرتبطة بالبنية التحتية المواصلاتية، وجلب استثمارات من خارج المنطقة عن طريق تشجيع السياحة الطبيعية القروية، لاسيما أن المنطقة تزخر بمناظر طبيعية ومؤهلات سياحية هامة، تصنف ضمن أهم المواقع السياحية بإقليم زاكورة. وأضاف سغاني، في تصريح لهسبريس، أن منطقة النقوب ظلت إلى وقت قريب من أهم القرى بإقليم زاكورة، الذي عرف مع بداية الثمانينيات انطلاقة حقيقية للنشاط السياحي بشكل عام من حيث العدد الكبير من السياح الوافدين عليه من مختلف الجنسيات، إلا أن هذه الوضعية لم تستمر، إذ سرعان ما تراجع النشاط السياحي رغم المجهودات المبذولة لإنعاش هذا القطاع بالإقليم، مشيرا إلى أن مستوى السياحة لازال ضعيفا جدا، ما يجعل بلدة النقوب المعروفة بقصابتها وواحاتها منطقة عبور. من جهتهم، اعتبر مجموعة من أصحاب القصبات والمآوي بالنقوب انطلاق أشغال بناء المحور الطرقي المشار إليه فرصة ثمينة للمنعشين السياحيين لتسويق المؤهلات الطبيعية والسياحية التي تزخر بها المنطقة، التي تتميز بخصائص طبيعية من الناحية التضاريسية، على امتداد جبال صاغرو. حري بالذكر أن عامل إقليم زاكورة، والوفد المرافق له، أشرف بالمنطقة نفسها على إطلاق أشغال الشطر الثاني من تهيئة السد التحويلي "بويسفران" بمنطقة اجمو التابعة للنفوذ الترابي للجماعة الترابية ايت ولال، الذي رصد له غلاف مالي قدره 4.921.000 درهم، مع تقديم مشروع تهيئة الشطر الثاني من السد التحويلي بجماعة النقوب، الذي رصد له غلاف مالي قدره 4.432.000 درهم، بتمويل من ميزانية المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات.