أعاد أمن برشيد، مساء اليوم الأربعاء، تمثيل جريمة الاعتداء بالسلاح الأبيض على سائح إيطالي بحديقة قرب سوق ممتاز على مستوى طريق برشيد - الدارالبيضاء، من لدن ثلاثة أشخاص ينحدرون من المدينة ذاتها بدافع السرقة؛ وهو ما نتج عنه إصابة السائح المذكور بجرح خطير على مستوى ذراعه الأيمن، ليتوجه بعدها إلى منزل عائلته قبل أن يسقط أرضا نتيجة نزيف دموي، نقل على إثره إلى مستشفى برشيد ثم إلى إحدى المصحات بالدارالبيضاء. وحسب مصادر أمنية مطّلعة، فإن قسم المواصلات بأمن برشيد إشعارا مفاده أن شخصا أجنبيا مصابا بجرح غائر على مستوى ذراعه الأيمن ومطروحا أرضا قرب إحدى المقاهي بالمدينة، فانتقلت العناصر الأمنية إلى المكان المحدد، ليتبين أن الأمر يتعلق باعتداء بسلاح أبيض على شخص إيطالي الجنسية، من لدن ثلاثة أشخاص مجهولي الهوية بهدف سرقة هاتفه النقال، بعدما كان في إحدى الحدائق مساء أمس الثلاثاء مستلق على كرسي يجري مكالمة هاتفية. وأضافت المصادر الأمنية أنه جرى نقل الضحية على وجه الاستعجال إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي ببرشيد، ليتم توجيهه إلى مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، قبل أن تعمل للمرة الثانية أسرته التي حلّ ضيفا عليها للاحتفال برأس السنة الميلادية على نقله إلى مصحة خاصة بالدارالبيضاء، حيث لا يزال يتلقى فيها العلاج. وزادت المصادر ذاتها أن فرقة من الشرطة القضائية وأفرادا من الأمن العمومي وعناصر الاستعلامات العامة باشرت تحرياتها وأبحاثها في إطار حملات تمشيطية، واعتمادا على أحد الشهود الذي لمح ثلاثة أفراد هاربين موازاة مع الاعتداء على الأجنبي مدليا بأوصافهم، حيث استعانت الشرطة القضائية بصور تقريبية للجناة وفّرتها الشرطة التقنية في بداية الأمر، ليتم الاهتداء إلى المعتدين المنحدرين من مدينة برشيد، وبعد عرض صورهم الحقيقية صباح اليوم الأربعاء على الضحية تعرّف عليهم مؤكدا أن الصور تعود إلى المعتدين. وفي السياق ذاته قامت عناصر الشرطة بتكثيف الأبحاث إلى أن أوقفت الجناة الثلاثة، وحجزت ملابسهم التي تحمل بقعا من الدم. ويتعلق الأمر بعنصر رئيس مزداد سنة 1992 من ذوي السوابق القضائية، وشخص ثان مزداد سنة 1995، أما الشريك الثالث فمن مواليد 1997. وبعد الاستماع إليهم، اعترف الموقوفون بالاعتداء على السائح الإيطالي بالسلاح الأبيض، وتمكنوا من سرقة هاتفه النقال الذي أتلف بعدما اصطدم المعتدي الذي كان يحمله بإحدى السيارات؛ وهو ما جعله يتابع الفرار. وفي الوقت الذي لا تزال فيه الأبحاث جارية للعثور على أداة الجريمة (سكين من الحجم الكبير) والتي رماها الجناة في مكان مجهول، وأيضا للوصول إلى الهاتف النقال الخاص بالضحية والذي أتلف هو الآخر بعد اصطدام أحد الجناة بإحدى السيارات أثناء هروبه، وضع المشتبه فيهم الثلاثة تحت تدابير الحراسة النظرية تنفيذا لتعليمات الوكيل العام للملك باستئنافية سطات، في انتظار تقديمهم أمام العدالة بتهمة تكوين عصابة إجرامية والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض والسرقة.