تمكنت جهود مكثفة لمختلف الأجهزة الأمنية التابعة للمنطقة الأمنية لمدينة برشيد، بتنسيق مع المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن السطات، من توقيف المشتبه في اعتدائهم على سائح من جنسية إيطالية الثلاثاء الماضي. ففي أقل من 12 ساعة وصلت فرق الأبحاث المختلفة، التي شاركت فيها عناصر من الاستعلامات العامة والشرطة القضائية والعلمية ومسرح الجريمة والأمن العمومي، إلى الفاعل الرئيسي البالغ من العمر 24 سنة وشركائه الاثنين البالغين من العمر على التوالي (12 سنة) و(91 سنة). وكان السائح الإيطالي الذي حل بالمغرب قبل أيام من أجل قضاء عطلة لدى إحدى العائلات المغربية بمدينة برشيد )كما تبين خلال إعادة تمثيل الجريمة أول أمس) ، موجودا داخل فضاء بالشريط الأخضر لمدينة برشيد، قبل أن يباغته ثلاثة شبان لم يتجاوزوا عقدهم الثالث بهدف سلبه هاتفه النقال باستعمال العنف، مما تسبب في إصابته بجرح بليغ على مستوى اليد اليمنى بواسطة سكين من الحجم الكبير. قاوم السائح الإيطالي، الذي كان جالسا وسط حديقة يتحدث بواسطة هاتفه النقال، هجوم الفاعل الرئيسي واختار أن يلوذ بالفرار متأثرا بجراحه وهو ينزف دماء لا تزال ترسم الطريق التي قطعها إلى أن خارت قواه أمام إحدى المقاهي. يتدخل مواطنون ويقدمون الدعم للسائح الايطالي الذي افترش أرضية سطحية المقهى بعد أن انهارت قواه، يضمدون جرحه الغائر ثم يتم إشعار المصالح الأمنية بمدينة برشيد ليتم نقل السائح المصاب إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج وتفادي الأسوأ، ثم إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء. إن الوضع الصحي اليوم للسائح الإيطالي غالافاسي ماتسيو في تحسن مستمر، بعدما أجريت له عملية في إحدى المصحات الخاصة في العاصمة الاقتصادية، وهو اليوم يرتاح داخل غرفته تحت إشراف طبي بمصحة بحي الوازيس وسط العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء. تستجمع المصالح الأمنية المعطيات الميدانية الأولية ليتبين أن الأمر يتعلق بسرقة تحت التهديد بالسلاح من قبل مجموعة أفراد مجهولي الهوية إلى حدود الوصول إلى الإيطالي الجريح. تتكاثف الجهود وتحدد المنطلقات التي رسمها مسرح الجريمة، بدءا من مكان الاعتداء وسط منتزه بالشريط الأخضر إلى سطحية المقهى التي افترشها السائح بعد أن خارت قواه لتباشر التحريات والأبحاث. كانت شهادة واحد ممن عاينوا حادث الاعتداء وتمكنه من تذكر ملامح الفاعل الرئيسي وأوصافه أمرا حاسما في التوصل إليه، فدقة تفاصيل الشهادة مكنت المصالح الأمنية من أن ترسم صورة تقريبية تشبه إلى حد كبير شكل الفاعل وكذا اعتماد تقنية «التعرف الملمحي» التي قادت إلى شاب لا يتجاوز عمره 24 سنة معروف في الأوساط الأمنية وسبق أن حل ضيفا عليها أكثر من مرة، وجه مألوف إنه «الأسد». قررت فرقة الأبحاث عرض الصور المتوصل إليها بخصوص عبد الغني. م على المواطن الإيطالي غالافاسي ماتسيو (رجل في عقده السابع) فلم يتردد بفرنسية ذات مسحة ايطالية في التأكيد أن «الأسد» وهي لقب عبد الغني. م هو من اعتدى عليه باستعمال السلاح الأبيض وهو من سلبه هاتفه، وهو ذات الأمر الذي أكده الشهود، واعترف الفاعلون بسرقة الهاتف الذي ضاع بعد الاصطدام بسيارة وهم يحاولون الاختفاء من مسرح الجريمة. تقرر فرق الأبحاث التابعة لأمن برشيد اقتلاع أنياب شر الأسد وأن تكون ضيفة على عرينه، و تنفيذا للمساطر المعمول بها، قامت بمداهمة شاركت فيها كل التلاوين الأمنية وأوقفته بمنزل أسرته واستمرت عملية التفتيش إلى حين العثور على بذلة رياضية تخص الفاعل الرئيسي كانت دماء الضحية لا تزال عالقة عليها، بعدها أشار إلى شركائه الذين وضعوا رهن تدابير الحراسة النظرية في انتظار تقديمهم يومه الجمعة أمام العدالة بتهمة تكوين عصابة إجرامية والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض والسرقة.