تعدّد التلاميذ الذين ولجوا المستشفى، والسبب واحد؛ ذلك أن 37 تلميذا مغربيا يتابعون دراستهم في كل من إنزكان وشيشاوة نقلوا، على وجه السرعة، نحو المستشفى بسبب تسمم غذائي في أعقاب تناول وجبة إطعام مدرسي. وكان 30 تلميذا بإنزكان تعرضوا لتسمم غذائي بالثانوية الإعدادية "أكادير الكبير" بأيت ملول، عقب تناولهم سلطة استعملت "المايونيز" ضمن مكوناتها خلال وجبة مدرسية، ما تطلب نقلهم إلى المستشفى الإقليمي بإنزكان. فيما شعر 7 تلاميذ يتابعون دراستهم بمركزية "أكادير اومنصور"، بجماعة إدويران التابعة لدائرة مجاط بشيشاوة، بمغص وغثيان يوم 30 دجنبر المنصرم، ليتم نقلهم صوب المستشفى الإقليمي لشيشاوة قبل أن يغادروه صوب بيوتهم، فيما توجهت أصابع الاتهام، من جديد، صوب وجبات الإطعام المدرسي. حادثة تسمم التلاميذ السبعة سبقتها مذكرة ممهورة بتوقيع المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بشيشاوة، موجهة إلى مديرات ومديري المؤسسات التعليمية الابتدائية بالمديرية، داعية إياهم إلى "تسريع وتيرة الإطعام المدرسي قبل انتهاء مدة صلاحية المواد الغذائية المقدمة للتلاميذ حرصا على سلامتهم، لا سيما مادتي الجبن والدقيق". وسار مراد طيران، عضو المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم، التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل، إلى القول إن "التلاميذ الذين تعرضوا لتسمم في شيشاوة لم يخضعوا لأي خبرة طبية أو فحوصات مخبرية تؤكد أن ما أصابهم ليس بسبب المواد الغذائية المستهلكة داخل المؤسسة التعليمية"، على حد قوله. وقال طيران، ضمن تصريح له لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "مجموعة من المدارس لم تبدأ بعد عملية الإطعام المدرسي، ما يعرض مخزون المواد الغذائية المهيأة للوجبات المدرسية إلى التلف، خاصة منها مادتي الدقيق والحليب"، مقترحا إنجاز 3 صفقات لاقتناء المواد الغذائية خلال السنة الدراسية عوض صفقة واحدة تُعرض المواد الاستهلاكية للتلف وانتهاء الصلاحية. المدير الإقليمي بشيشاوة، ابراهيم المعدري، أكد أن المذكرة صدرت يوم 22 دجنبر 2016، أسبوعا قبل حالة "التسمم المزعومة" التي حدثت يوم الجمعة 30 دجنبر، مشددا على أنها صدرت لتجاوز الإكراه الذي خلفه "تأخر انطلاق الموسم الدراسي هذه السنة، والذي يحدد المرسوم الوزاري تاريخ 19 شتنبر 2016 موعدا رسميا لانطلاقه". وأبرز المعدري، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن توقفات متكررة للأساتذة المتدربين، البالغ عددهم 264 أستاذا وأستاذة، وما صاحبها من ضياع للزمن المدرسي، دفعت المديرية الإقليمية إلى إصدار هذه المذكرة، لاسيما وأن مدة صلاحية الجبن والدقيق ستنتهي في تاريخ 17 فبراير 2017، علما أن هذه المواد لا تقبل التخزين لأكثر من 6 أشهر، فضلا عن كون عطلة منتصف الأسدس الأول ستبتدئ يوم 29 يناير وتنتهي يوم 12 فبراير. ونفى المتحدث أن تكون وجبات الإطعام المدرسي سببا في تسمم التلاميذ، مؤكدا أن لجنة مديرية تنقلت صوب مركزية أكادير أمنصور؛ حيث قامت ببحث وتقص حول ظروف حالة التسمم، وتأكد لها أن "حالة التسمم لا علاقة لها بمواد الإطعام؛ لأن هذه المواد تتوفر على تواريخ الصلاحية وظروف تخزينها تستجيب للمعايير المعمول به". وأوضح المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بشيشاوة أن التلاميذ المصابين يدرسون بالمستويين الخامس والسادس، في حين إن تلاميذ المستوى الأول والثاني الذين استهلكوا بدورهم مواد الإطعام لم تظهر عليهم أي أعراض رغم ضعف مناعتهم مقارنة بالمصابين، ليتبين أن التلاميذ المصابين شربوا من ماء "مطفية" قبل دخول المؤسسة، وهو ما أكدته التحاليل المخبرية. وعن عبارة "تسريع وتيرة الإطعام"، كشف المدير الإقليمي للجريدة أن الأمر يتعلق ب"رفع أيام استفادة التلاميذ من الإطعام المدرسي إلى 5 أيام في الأسبوع عوض 3 أيام المعمول بها حاليا"، وفق تعبيره.