يواصل مركز هسبريس للدراسات والإعلام أنشطة المتابعة لأبرز السجالات التي تعرفها المملكة، مختارا الخوض، بداية هذا الأسبوع، في مستجدات تشكيل حكومة عبد الإله بنكيران، بعدما أن سبق تكليفه بذلك، يوم 10 أكتوبر من العام الماضي، من طرف الملك محمد السادس. فبعد مرور ما يقارب ثلاثة أشهر، لا تزال المفاوضات بين الفرقاء السياسيين لم تصل إلى مقترح حكومة ذات أغلبية برلمانية، بسبب تشبث رئيس الحكومة المعين بحليفيه حزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية، من جهة، واعتراض حزب التجمع الوطني للأحرار، في شخص رئيسه الجديد عزيز أخنوش، على إدخال حزب الاستقلال إلى الفريق الحكومي. ورغم خطاب الملك من العاصمة السنغالية داكار، الذي أكد فيه على التعامل بمسؤولية مع المناصب الحكومية وعدم اعتبارها غنائم سياسية تقتسم، إلا أن الواقع الحزبي أثبت عكس ذلك؛ وأضحى المغاربة يعيشون انتظارية طرحت سيلا من اجتهادات فقهاء القانون الدستوري حول الفصل 47 الذي بموجبه تم تكليف رئيس الحكومة، وطبيعة السيناريوهات الممكنة في حال فشله في تشكيل الحكومة، ما بين تكليف شخص آخر أو حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة. وقد يكون إرسال المستشارين الملكيين عبد اللطيف المنوني وعمر القباج، بتعليمات من الملك، إلى رئيس الحكومة لحثه على التسريع بتشكيل حكومته في أقرب الآجال، عاملا مهما في زحزحة المفاوضات وإخراجها من النفق المسدود، إلا أن المنعطف الأهم في الأسبوع الماضي كان في تصريحات حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، والتي أثارت العديد من ردود الفعل وساهمت في تأزيم العلاقات المغربية الموريتانية. حرب البلاغات والتصريحات التي اندلعت، خصوصا من المعسكر الذي يضم أحزاب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية، كانت كافية للضغط على عبد الاله بنكيران ومحمد نبيل بنعبد الله لمراجعة موقفهما بغية إيجاد صيغة أخرى من أجل التوافق حول مكونات الحكومة المقبلة، غير أن الدورة الاستثنائية التي عقدها المجلس الوطني لحزب الاستقلال أعادت خلط الأوراق بإعلان ثبات الموقف إلى جانب عبد الإله بنكيران، حتى لو لم يمثل في الحكومة، مع إعلان حميد شباط تخليه عن الاستوزار. في هذا السياق، يطرح مركز هسبريس للدراسات والإعلام، اليوم الاثنين، هذه المستجدات السياسية والدستورية على طاولة التشريح؛ وذلك في ندوة ينشطها كل من الدكتور حسن طارق، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، والمحامي والبرلماني عبد اللطيف وهبي، والدكتور محمد الهاشمي من جامعة ابن زهر بأكادير. جدير بالذكر أن متابعة النقاش متاحة بالصوت والصورة على جريدة هسبريس الإلكترونيّة، كما سيتم نقل أطوار الموعد باعتماد "تقنيّة المباشر" على صفحة هسبريس بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و القناة الرسمية لجريدة هسبريس الإلكترونية ب"يوتيوب"، ابتداء من الخامسة والنصف من عشية هذا اليوم.