أكد الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري، محمد صديقي، بإقليم الرحامنة في جهة "مراكش-آسفي"، أن الصبار يعد من بين أهم السلسلات الفلاحية البديلة ذات قيم مضافة عالية التي تم تطويرها على مستوى إقليم الرحامنة في إطار مخطط المغرب الاخضر. وأضاف في كلمة خلال يوم دراسي نظم بمقر عمالة إقليم الرحامنة حول الصبار والزراعات البديلة، تحت شعار: "فلاحة مستدامة للتكيف مع التقلبات المناخية"، من قبل المديرية الاقليمية للفلاحة بالرحامنة بشراكة مع عمالة الاقليم، أن هذه السلسلة الفلاحية تغطي حوالي 50 ألف هكتار، مما يمثل ثلث المساحة المغروسة على المستوى الوطني، مضيفا أن هذه الجهود تعززت بخلق وتجهيز 12 وحدة لتثمين الصبار وإحداث 66 تنظيما مهنيا، في أفق توسيع المساحة لتشمل 80 ألف هكتار. وبعد أن أشار إلى أن إقليم الرحامنة يعتبر من بين المناطق الجافة التي تعرف تساقطات مطرية ضعيفة وغير منتظمة، لا تتعدى 230 ميليمترا في السنة، وأن اقتصاده يعتمد بالاساس على الفلاحة التي تركز على تربية المواشي وزراعات الحبوب، أكد صديقي، أن تنويع الانتاج الفلاحي أصبح ضرورة ملحة عبر التحول من الزراعات التقليدية ذات مردودية ضعيفة إلى زراعات بديلة ذات قيمة مضافة عالية مثل الصبار والزيتون والكمون والكينوا والزراعات الكلئية كالقطف. وأوضح، في هذا السياق، أن منطقة الرحامنة حظيت، في إطار مخطط المغرب الاخضر، بغرس أزيد من 49 ألف هكتار بالصبار و1000 هكتار بالكمون و 1800 هكتار من القطف (في أفق غرس 5000 هكتار)، وهي شجرة تستعمل في تغذية الماشية، فضلا عن كونه حظي بتجارب ناجحة لبعض الزراعات البديلة مثل الكينوا والاعشاب الطبية والعطرية والقطف. وفي إطار المخططات الفلاحية الجهوية المنبثقة عن تنزيل مخطط المغرب الاخضر في المناطق الجافة وشبه الجافة والجبلية، أوضح المسؤول، أن الوزارة المعنية أعطت الأولوية لبرمجة عدة مشاريع في إطار الدعامة الثانية تخص زراعات تتأقلم مع ظروف الجفاف وندرة المياه التي تعرفها هذه المناطق، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تهم على الخصوص غرس وتثمين منتوجات الصبار وأشجار الزيتون واللوز والتين والخروب والكرز . يذكر أن جهة مراكش-آسفي حظيت ببرمجة 52 مشروعا للسلاسل النباتية موزعة على 22 مشروعا للزيتون و8 مشاريع للصبار و5 مشاريع للنباتات العطرية والطبية و16 مشروعا خاصا بأشجار الجوز والتين واللوز والرمان والتفاح والخروب، فضلا عن اشتغال المعهد الوطني للبحث الزراعي على استنباط أصناف أخرى تتحمل ندرة المياه وتعطي إنتاجية عالية مع الاخذ بعين الاعتبار خاصيات كل منطقة. وأوضح صديقي، أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتبادل التجارب والخبرات ومناسبة للوقوف على المنجزات المحققة سواء على الصعيد العلمي أو الميداني في مجال الزارعات البديلة، وتدارس المشاكل التي تواجه هذه الزراعات وتقييم السبل الكفيلة بتطوريها في إطار مقاربة تشاركية. وأكدت باقي التدخلات على الاهمية التي يكتسيها الصبار كزراعة بديلة ذات قيمة مضافة جد عالية سواء على مستوى فوائده الغذائية والعلاجية والتجملية واستعماله أيضا كعلف للماشية وأشجار تمنع تعرية التربة، مشيرين إلى ضرورة تثمينه من خلال خلق وحدات إنتاجية على مستوى إقليم الرحامنة ومحاربة الحشرات الضارة (الحشرة القرمزية) وتحسيس الفلاحين بأهميته، وتطوير اساليب حفظه وتحويله والعمل على تشجيع الفلاحين على تسويقه داخليا وخارجيا. كما دعا المشاركون الى ضرورة تطوير البحث العلمي في مجال زراعة الصبار ومختلف الزراعات البدلية وتكوين الفلاحين وتسويق منتجاته، فضلا عن التفكير في إقامة معرض جهوي خاص بشجرة الصبار لتثمينه والتعريف بمزاياه. وناقش المشاركون في هذ ا اليوم الدراسي محاور همت "حصيلة البحث لتنمية وتثمين زراعة الصبار" و"استراتيجية محاربة الحشرة القرمزية"و"إمكانية تنمية الزراعات البديلة بإقليم الرحامنة".