أشرف الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، على إعطاء انطلاقة مشروع إعادة تأهيل المدار السياحي لساحة "بن يوسف" في اتجاه "جامع الفنا" مرورا عبر ساحة "بن صالح"، وكذا مشروع إعادة تأهيل ثلاثة فنادق عتيقة توجد بقلب المدينة القديمة لمراكش. وتعكس هذه المشاريع، التي تشكل جزءا من برنامج "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، الاهتمام الخاص بصيانة وضمان استدامة الموروث التاريخي الوطني، والعزم على تعزيز تموقع المدينة الحمراء كوجهة سياحية لا محيد عنها بالمغرب. وتحمل هذه المشاريع، التي رصدت لها استثمارات تفوق قيمتها 31 مليون درهم، في طياتها طموحا جديدا للمدينة القديمة لمراكش، حيث تروم تحسين ظروف عيش الساكنة، والنهوض بالإطار العمراني لهذه الحاضرة المتحفية، والحفاظ على إرثها التاريخي والمعماري. ومن شأن مشروع تأهيل المدار السياحي لساحة "بن يوسف" في اتجاه "جامع الفنا" مرورا عبر ساحة "بن صالح"، المساهمة في تثمين المواقع السياحية التي يعبرها هذا المسار، لاسيما المسجد والمدرسة العتيقة بن يوسف، وفنادق زنيبر، لحبابي، الخادي، زيات، سلهم، ولد علال بقشاش، مولاي عبد الله، سلاس، مولاي حفيظ، بن عبد الله، سيدي إسحاق، بلعيد، القباج، وبن شبابة. كما سيتيح هذا المشروع الذي رصد له غلاف مالي قدره 27 مليون درهم، ممولة من طرف المديرية العامة للجماعات المحلية التابعة لوزارة الداخلية، تثمين الساحات العمومية "بن يوسف"، و"الموقف"، و"مارستان"، و"الرحبة القديمة"، و"جامع الفنا"، و"بن صالح". وستعرف هذه الأخيرة أشغال إعادة تأهيل جد هامة، وذلك طبقا لمقاربة تراثية غايتها الحفاظ على أصالتها وطابعها التاريخي. كما يروم مشروع تأهيل المدار السياحي لساحة "بن يوسف" في اتجاه "جامع الفنا" مرورا عبر ساحة "بن صالح"، تحسين جمالية واجهات البنايات التي يعبرها المسار، لاسيما من خلال القضاء على المكونات الدخيلة، وترميم الدعامات الخشبية، ومعالجة التشوهات التي طالت الجدران. ويتعلق الأمر، أيضا، بترميم الأسقف الخشبية، وتكسية الأرضية، وتقويم أبواب الأحياء، ومعالجة مشاكل الربط بالشبكات التقنية، والارتقاء بالمشهد الحضري، وتحديث شبكة الكهرباء العمومية وغرس نباتات وأشجار للزينة تتلاءم مع طابع المدينة القديمة. ويهم المشروع الثاني، الذي أعطى الملك انطلاقته اليوم، إعادة تأهيل الفنادق العتيقة "سلهم" و"الزيات" و"سيدي عبد العزيز"، وذلك باستثمار إجمالي قدره 4,14 مليون درهم ممولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ويعكس هذا المشروع، الذي سيعود بالنفع على 125 معلما حرفيا و300 صانعا تقليديا في مهن النجارة، والحياكة، وصناعة الجلد، والنحاس، روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المستلهمة من الفلسفة الملكية الرامية إلى محاربة الفقر، والهشاشة، والإقصاء الاجتماعي. وسيكون المشروع جاهزا في غشت 2017.