خاض سكان دوار "حاحا المعصرة"، بحي المحاميد التابع لمقاطعة المنارة بمدينة مراكش، اليوم الاثنين، وقفة احتجاجية أمام مقر المحلقة الإدارية أسكجور، للمطالبة بحقهم في سكن لائق يضمن لهم العيش الكريم، والتسريع بإعادة هيكلة منطقتهم أو تعويضهم في تجزئة "الكومي" التي دشنها الملك مؤخرا. المحتجون من نساء ورجال وأطفال حجوا إلى مقر الملحقة الإدارية رافعين شعارات تترجم ما يشكون منه، مستنكرين "تهميش مطالبهم بإنقاذهم من حي يفتقر إلى أبسط شروط العيش الكريم". "نحمل موتانا في أكفانهم عوض أكتافنا كما هو معمول به في كل المناطق، بسبب ضيق أزقتنا التي لا تتجاوز 60 سنتمترا"، يقول عبد اللطيف زيان، أحد المحتجين من المنطقة المتضررة لهسبريس، وتابع: "لذا نحتج اليوم لرفع ظلم عمّر بدوارنا أكثر من 10 سنوات، ذقنا خلالها كل مرارة الحياة، في جحور جعلتنا نكره الانتماء إلى الوطن"، بحسب تعبيره. وأورد أن تجزئة "كومي سيستفيد منها متضررون من السكن العشوائي بحي الملاح وقبو شو ودواوير أخرى، بعيدة عن المنطقة، ويتم حرماننا نحن"، وزاد قائلا: "نحن الأولى بالتعويض، ورغم ذلك نتعرض للتهميش". آلام الشاب عبد اللطيف شاركته إياه الأم سلوى بوتبير من الدوار نفسه، متسائلة: "هل ننتمي إلى عالم آخر؟ نحن سكان مقهورون منذ سنة 1994، وهناك آخرون قبلنا"، وتحكي بحسرة تعكس حجم المعاناة: "سئمنا وعود الترحيل؛ لذا نحتج للمطالبة بحل نهائي". "نحس بالاحتقار كلما تم إحداث تجزئة بالقرب منا، يستفيد منها متضررون من مناطق مختلفة من مدينة سبعة رجال ونحرم نحن رغم معاناتنا التي عمّرت طويلا"، تضيف السيدة نفسها، مطالبة بحل مشكل ساكنة دوار "حاحا المعصرة"، من خلال إعادة هيكلة دوارهم وتعويض آخرين بتجزئة "كومي التي أشرف على تدشينها مؤخرا الملك محمد السادس. "لماذا تجهز مناطق سكنية مجاورة بكل شروط العيش الكريم، ويتم حرماننا دائما من الاستفادة منها، لقد أصبحنا وأبناؤنا نتوق لنعيش ولو ثانية في ظروف نحس فيها بكرامتنا كمغاربة، لنا حق في هذا الوطن، بنصوص الدستور". يذكر أن الملك محمد السادس أشرف، يوم الجمعة الماضي بحي المحاميد بمراكش، على إعطاء انطلاقة أشغال تهيئة تجزئة "الكومي" من أجل إعادة إيواء 1199 أسرة من قاطني دور الصفيح.