استنكر العديد من المواطنين القاطنين بالقرب من غابة تيقاجوين بجماعة سيدي يحيى أيوسف، التابعة للنفوذ الترابي لدائرة بومية إقليم ميدلت، استمرار مظاهر قطع أشجار الأرز ونهب وتخريب الغابة من طرف من وصفوهم ب"مافيا الغابة"، أمام أعين المسؤولين الإداريين والمنتخبين ومصالح المياه والغابات، معتبرين ذلك جريمة في حق البيئة وفي حق الأجيال القادمة، وفق شكاية توصلت بها هسبريس. واعتبر المواطنون أن هذه الجريمة التي ترتكب في حق المجال الغابوي بتيقاجوين وعدة مناطق أخرى بجماعة سيدي يحيى ايوسف تتكرر باستمرار، ولم تقابل بالجدية والحزم الكافيين من طرف مصالح المياه والغابات والسلطات الإدارية والمنتخبة بإقليم ميدلت، وهو ما يهدد الثروة الغابوية بالمنطقة من قبل بعض المنتفعين في ظل غياب أي رادع حقيقي وقانوني من قبل المعنيين بحماية القطاع الغابوي والبيئة عموما، بحسب ما جاء في شكايتهم. وحذرت ساكنة تيقاجوين المسؤولين المحليين والإقلميين من خطورة هذه الجريمة التي طالت وتطال المجال الغابوي بالمنطقة، وتأثير ذلك على البيئة، وما ينتج عن ذلك من انقراض أشجار الأرز من جهة، واستنزاف الثروة الغابوية من جهة أخرى. ميمون عمر، فاعل جمعوي بتيقاجوين، انتقد، في تصريح لهسبريس، الطريقة التي تتعامل بها السلطات المحلية والإقليمية لبومية وميدلت مع قضية نهب واستنزاف الثروة الغابوية؛ إذ اعتبر ذلك لا يرقى إلى مستوى تطلعات الساكنة المحلية للحفاظ على الغابة والبيئة، مشيرا إلى أن استمرار الإفلات من العقاب وردع قانوني في حق مرتكبي الجرائم التي تطال الغابة، وغياب إجراءات قانونية ناجعة في مواجهة هذه الآفة، من شأن ذلك أن يخلق أزمة غابوية بالمنطقة في السنوات القادمة. وقال: "المخربون يعمدون إلى قطع العشرات من الأشجار في ظرف وجيز، وبيعها للتجار بعد أن يتم نقلها على متن شاحنات"، وهو ما يدعو إلى فتح تحقيق نزيه وشفاف لوضع حد لنشاط هذه العصابات التي تشكل خطرا على المجال الغابوي، وفق تعبيره. وتلتمس ساكنة تيقاجوين من جميع المسؤولين التدخل الفوري لإيقاف نزيف القطع العشوائي والنهب والتخريب الذي يلاحق المجال الغابوي بالمنطقة، والذي أصبح، بحسب الشكاية التي توصلت هسبريس بنسخة منها، غنيمة يقوم المسؤولون بتوزيعها على مسمع ومرأى من الساكنة المحلية. هسبريس حاولت الاتصال بمسؤول المياه والغابات بميدلت لأخذ رأيه في الموضوع، إلا أن هاتفه ظل خارج التغطية.