في الصورة موسى سراج الدين يلتحف بشعار الحركة ويحارب مناضليها خيمت ليلة الأربعاء 22 يونيو، أجواء من الهلع على الجمع العام لحركة 20 فبراير بالبيضاء، حيث نشبت مشاجرات دامية ومناوشات متكررة في مدخل ومحيط مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل الذي احتضن الجمع العام، وذلك على إثر منع مجموعة من "البلطجيين المندسين داخل الحركة" من ولوج المقر بسبب حيازتهم لأنواع مختلفة من الأسلحة. وقد قام نقابيون مسؤولون على تأمين المقر بمنع "موسى سراج الدين" من الولوج بسبب تكسيره لنوافذ المقر في المرة السابقة، وتكسيره نوافذ مقر حزب الطليعة أيضا، بالإضافة إلى حيازته سلاحا الكترونيا عبارة عن "صاعق كهربائي"، كما تم منع بعض مرافقيه من الدخول بعدما ضبطت بحوزتهم بعض الأسلحة البيضاء التي اعتادوا إدخالها إلى الاجتماعات واستخدامها لتهديد أعضاء الحركة الذين يخالفونهم الرأي، مما أدى إلى مشادات جسدية أسفرت عن جروح طفيفة في صفوف الطرفين. موسى وحارسه جهاد في معمعة خلاقة بين حركة 20 فبراير ومعارضيها وكان موسى سراج وأتباعه قد عقدوا اجتماعا خاصا تحضيرا للسيطرة على الجمع العام الذي حضروه متأخرين، فلما تبين لهم أن التوجه العام للجمع العام يعاكس توجههم الرامي إلى قبول الدستور، انصرفوا لبضع دقائق ثم عادوا وهم مدججين بالأسلحة من أجل افتعال الشجار ونسف الجمع العام، الذي قرر تنظيم مسيرة شعبية يوم الأحد 29 يونيو في الحي المحمدي الشعبي، ووقفات في مجموعة من الأحياء الشعبية بالدار البيضاء للتعبئة من أجل مقاطعة الدستور. وقد تعالت شكاوى أعضاء حركة 20 فبراير في الفترة الأخيرة أمام التصرفات المافيوزية للجمعوي "موسى سراج الدين" ومجموعته، التي تتكون من أشخاص مجبولين على ممارسة العنف ولهم علاقة بالسلفية الجهادية أبرزهم "خالد مسلم" و "جهاد أوفرجي" (عسكري سابق)، والذين ينشطون داخل الحركة تحت غطاء "المستقلين"، ويحاولون فرض آرائهم وأجندتهم على الآخرين بجميع الوسائل، بدءا بتجنيد بعض المستقلين من داخل الحركة في المجموعة مقابل عطايا مالية، وانتهاء باستئجار مخربين لا علاقة لهم بالحركة من أجل تخريب الجموع العامة، كما اعتادوا استعمال الأسلحة المتنوعة (عصي حديدية، صواعق كهربائية، سكاكين) وحتى الاستعانة بالكلاب الشرسة، بالإضافة إلى ممارسة العنف البدني وإطلاق مختلف أنواع التهديدات بما فيها التهديد بالتصفية الجسدية. ويعتبر موسى سراج الدين من محترفي العمل الجمعوي المدعوم من طرف الدولة في إطار جمعية "أولاد المدينة"، لكن مع انطلاق حركة 20 فبراير أصبح من المداومين على الحضور في أنشطتها ومسيراتها، وبفضل السيولة المالية التي يتوفر عليها وتمكنه من ربط علاقات جيدة مع وسائل الإعلام المقربة من السلطة، فقد تمكن في ظرف وجيز من استقطاب مجموعة من الأتباع المتلهفين للمال أو الشهرة، ممن لا يخفون عداوتهم للهيئات السياسية المنخرطة في الحركة ولا يجدون حرجا في التعبير عن تأييدهم لموقف السلطة في كثير من الأحيان، كان آخرها مشاركتهم في الاحتفال بالخطاب الملكي والدستور الجديد، حيث حجزوا مقهى لمتابعة الخطاب الملكي، قبل أن يلتحقوا بالمحتفلين الذين خرجوا بإيعاز من السلطات وهم يحملون صور الملك وهتافات التأييد للدستور وللملك. وكانت مجموعة "موسى سراج الدين" التي تنشط باسم المستقلين قد عقدت "لقاءا تواصليا للمستقلين" صباح الأحد الماضي بالبيضاء في مقهى حجز لهذا الغرض، من أجل خلق تنسيقية وطنية للمستقلين، لمواجهة العدل والإحسان والنهج الديمقراطي وحشد التأييد للتصويت على الدستور، إلا أن مجموعة واسعة من المستقلين عبروا عن رفضهم لذلك الملتقى واستغلال اسمهم من أجل ضرب الحركة ومكوناتها السياسية، وخدمة أجندة المخزن. وفي هذا الصدد تدخلت عائشة السملالي في الجمع العام لتعبر عن "رفضها كمستقلة في صفوف الحركة لأي تيار ينشق عن الحركة باسم المستقلين، كما أنها " ترفض الدستور ولا تقبل أن يتم استغلال صفة المستقلين للتعبير عن موقف معاكس للتوجه العام للحركة". عائشة السملالي ترفض الدستور وتعترض على شق صف الحركة باسم المستقلين كما تبرأت الناشطة المستقلة (مرية) ممن يسمون أنفسهم المستقلين ودعت إلى المتابعة القضائية للمتورطين منهم في أعمال عنف ضد نشطاء الحركة، واستنكرت "محاولات جر الحركة إلى مواجهات مع "البلطجية"، وهو ما كان من شأنه أن يسفر عن سقوط شهداء ويعطي السلطات مبررا لتحميل المسؤولية للمكونات السياسية للحركة"، وكانت تعلق بذلك على ما قامت به "مجموعة موسى سراج الدين" يوم الأحد الماضي بمسيرة البيضاء حين رفضوا الانضباط لقرار اللجنة التنظيمية بوقف المسيرة قبل وصولها لنقطة النهاية من أجل تفادي الدخول في مواجهات دامية مع بعض المسلحين بالماء الحارق والسكاكين، الذين تمركزوا فوق وعلى جنبات القنطرة التي تعلو شارع أبي شعيب الدكالي. وندد مستقلون آخرون بما قالوا إنها هتفافات رفعت في مسيرات حركة 20 فبراير ضد مكوناتها السياسية من قبل العناصر المذكورة، وكذلك سب مناضلي الحركة وشهدائها وتمزيق صورهم من قبل من أصبح يطلق عليهم " بلطجية الداخل" المندسين في الحركة. وقد شهد الجمع العام في بدايته الإعلان عن خطبة الناشطة "منى" للناشط " أبو دعوة" وهو ما قوبل بالتصفيق وأناشيد الفرح، وأضفى على الجمع العام جوا من البهجة والسعادة، دقائق قبل قدوم المخربين. http://www.facebook.com/benjebli.said [email protected]