ألغت المحكمة الأوروبية حكما سابقا لها يقضي بوقف استيراد جميع المنتجات الفلاحية والبحرية من المغرب، بعد الدعوى التي رفعتها جبهة البوليساريو الانفصالية أمامها بلوكسمبورغ، للطعن في الاتفاقية التي تجمع بين المملكة وبين الاتحاد الأوروبي؛ وهو الحكم الذي لقي ترحيبا كبيرا من لدن سياسيين مغاربة. نزهة الوفي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، قالت إن قرار المحكمة الأوروبية يحمل رسالتين أساسيتين الأولى هي أن "جبهة البوليساريو لا تمثل الصحراويين، كما تضمن الحكم"؛ فيما أن الرسالة الثانية تتمثل في التأكيد على أن "الجهة المختصة وذات الصلاحية للبت في النزاع المفتعل حول الصحراء هي مجلس الأمن". أوضحت الوفي، في تصريح لهسبريس، أن قرار المحكمة الأوروبية هو "خسارة مركبة للبوليساريو"، مفيدة بأنه "سيسد الطريق على الكيان الوهمي وحاضنه النظام الجزائري للعب بأوراق مغرضة ولا أسس علمية لها في مؤسسات قضائية أخرى". ونبّهت المتحدثة إلى أن إلغاء القرار يعتبر "تفنيدا لطرح جبهة البوليساريو، التي طعنت في الاتفاق على أساس انعدام السيادة للمغرب على الأقاليم الجنوبية"، مفيدة بأنه "يعزز أطروحة المغرب وهي السيادة المغربية على أراضيه شمالا وجنوبا القائمة فعليا، ولن تنجح البوليساريو في المس بها بمناورات تضعفه أكثر". واعتبرت الوفي أن إلغاء القرار من شأنه أن "يقوي وضع المغرب الذي نجح في إيصال رسالة قوية بتجميد العلاقات منذ دجنبر 2015، وهي عدم الفصل المبدئي في مشاريع التعاون في الشراكة المغربية الأوروبية والمعاملة بالمثل فيما يتعلق بحماية المصالح الاقتصادية والأمنية والسياسية في ملف إستراتيجي كملف الصحراء المغربية". ونبهت النائبة البرلمانية إلى أن العالم بات يتجه صوب "إفراز أقطاب جهوية وإقليمية جديدة على المستوى الدولي"؛ وهو ما يفرض على المغرب، بحكم تموقعه الإستراتيجي والجغرافي "كبلد مستقر في بنية ما زالت تعرف تهديدات أمنية وعدم استقرار سياسي"، أن يدافع على مصالحه من منطلق رابح – رابح، خاصة عندما يتعلق الأمر بملف الوحدة الترابية؛ لأن الطلب عليه يتزايد اليوم دوليا. من جانبه، اعتبر مهدي بنسعيد، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، أن قرار المحكمة الأوروبية يظهر أن "البوليساريو باتت تضعف يوما عن يوم"، مفيدا بأن "الأمر لا يتعلق بنقاش قانوني يعني القضاء؛ بل هو سياسي". وأضاف بنسعيد، في تصريح لهسبريس، أن "خصوم الوحدة الترابية للمغرب يرغبون في استعمال جميع الهياكل التابعة للاتحاد الأوروبي للضغط على دول المنطقة، لكي تضعف العلاقات الرابطة بينها؛ إلا أن المغرب تربطه علاقة نموذجية مع الاتحاد الأوروبي، وخاصة في الميادين الاقتصادية". ونبّه المتحدث إلى أن تجربة المملكة مع الدول الأوروبية ستنفعها في علاقتها بالاتحاد الإفريقي وحين عودتها إلى الانضمام إليه، مفيدا كذلك بأن المملكة أصبحت نموذجا فيما يتعلق بالطاقات المتجددة والاتحاد يستفيد منه "والجارة الجزائر عوض أن تستفيد من النموذج المغربي وتحاول تطوير نفسها فإنها تعمل على مهاجمته"، بتعبير بنسعيد.