وسط حضور تلاميذي غفير، إلى جانب الآباء والأمهات والأولياء، احتضنت قاعة العروض التابعة لمجموعة مدارس "محمد الفاتح" التركية بالدار البيضاء احتفالات فنية بمناسبة ذكرى المولد النبوي، وهو الموعد الذي ساهم في فقراته عدد من التلاميذ الذين قدموا من مختلف المدارس التابعة للمجموعة في المغرب، بالإضافة إلى الطاقم التربوي. وبثت العروض الفنية التي قدمها تلاميذ وتلميذات نجباء قدموا من المدارس الثلاثة التابعة لمجموعة "الفاتح" بالدار البيضاء رسائل داعية إلى حب رسول الإسلام واتباع سنته، من خلال عروض استهلت بترديد النشيد الوطني، وشملت تقديم لوحات تنوعت بين الشعر والمسرح والأناشيد الدينية باللغات العربية والفرنسية والانجليزية والتركية، تخللتها كلمات تربوية تدعو إلى الافتخار برسول الإسلام بالرغم من الهجوم الذي يتعرض له في الغرب. وعرف الموعد توزيع جوائز تقديرية على التلاميذ الفائزين في أصناف القصة والإلقاء والشعر والإنشاد والمقالة، وهي المسابقات التي تقدم بها عشرات التلاميذ في مراحل سابقة في مواضيع حول السيرة النبوية والاحتفاء بذكرى المولد النبوي. وبالموازاة مع ذلك، نظمت مجموعة من الشابات التركيات معرضا للوجبات التقليدية التركية والشامية والمغربية، خصص ريعها للأعمال الخيرية. طيار كوشاك، المدير المسؤول في مجموعة مدارس "محمد الفاتح" التركية بالدار البيضاء، قال إن المناسبة تأتي للاحتفاء بذكرى المولد النبوي "الذي وجدناه بمثابة عيد لدى المغاربة وليس فقط ذكرى، فنظمنا برنامجا قبل أسبوع في كل المدارس التابعة لنا. وشاركت في موعد اليوم نخبة من تلاميذنا من مختلف مؤسساتنا في باقي المدن المغربية، ووزعنا إثر ذلك جوائز لأفضل العروض". ويرى كوشاك، في تصريح لهسبريس، أن تخليد مثل هذه المواعيد مع التلاميذ والأسر المغربية يأتي للاحتفاء بالهوية المغربية؛ "فالمغاربة لا ينسوا مذهبهم المالكي وعقيدتهم التي نحترمها كما نحترم باقي الخصوصيات. ونحن بهذا الصدد نشكر كل المسؤولين والسلطات التي تساعدنا في تنظيم مثل هذه المواعيد". وأوضح أن هدف المجموعة، منذ تأسيسها في المغرب عام 1993، يبقى تنشئة التلميذ على ثقافته وهويته وأن يكون منفتحا على العالم. وعن اشتغال مجموعة مدارس "محمد الفاتح" بالمغرب، فقد انطلقت عام 1993 بطنجة من مدرسة متواضعة، قبل أن تؤسس مؤسسات أخرى بلغت، إلى حدود هذا العام، ثماني مدارس منتشرة في كل من فاس وتطوان والجديدة والدار البيضاء، يقول كوشاك الذي أوضح أن عدد الأطر الإدارية والتربوية يبلغ 422 شخصا، مضيفا: "نطمح إلى أن نفتح مدارس أخرى في الرباط ومراكش وأكادير لنشر رسالتنا التي تهم أساسا المزاوجة بين العلم والأخلاق والتربية". وشرح طوشاك نموذجا من الخطوات الإيجابية التي يباشرها الطاقم التربوي تجاه تلاميذ المجموعة في المغرب، بالقول: "نقوم بزيارة التلاميذ وأسرهم في المنازل، وقد وجدنا أن هذه الثقافة لم تكن حاضرة لدى المغاربة؛ حيث بدأ الآباء يتساءلون عن أسباب الزيارة وما إن كان لأبنائهم مشاكل في المدرسة"، ليشدد على أن الزيارة تدخل ضمن برنامج للاطلاع على أوضاع الأطفال وظروف عيشهم؛ "ندخل غرفهم ومدى تجهيزها مثلا بالتلفاز والأنترنت ونسأل عن توقيت نومهم". وكشف المسؤول الإداري نفسه أن البرنامج الذي يتكرر كل سنة يشمل قرابة 600 عائلة، "بهذه الطريقة يشعر التلميذ ومعه عائلته بالقرب من الأستاذ والمدرسة. فالتربية لا تكون وحدها في المؤسسة بقدر أهمية المنزل"، مضيفا أن حصصا إضافية خارج تلك التي تعنى بالبرنامج العلمي يلقيها الأساتذة لتلاميذهم حول "حب الوطن والمدرسة وحب الله ورسوله؛ أي الأخلاق والقيم المثلى التي ننهلها من الإسلام وثقافة البلاد".