قلل محمد الولتيتي، رئيس الفيدرالية البيمهنية للحليب المعروفة اختصارا "FIMALAIT"، من تداعيات فترة الجفاف التي مر منها المغرب خلال الشهور الماضية على قطاع إنتاج الحليب بالمغرب، مؤكدا أن تدخل الدولة أسهم في التخفيف من وطأة قلة الأمطار على الفلاحين وأصحاب الضيعات الفلاحية المنتجة. وأكد الولتيتي، في تصريح أدلى به لهسبريس على هامش الندوة الدولية التي شاركت فيها الفيدرالة، اليوم الخميس بالرباط، حول موضوع "سلسلة قيم الحليب"، أن إنتاج الحليب بالمغرب لم يتأثر بشكل كبير بالجفاف الذي عانى منه الفلاحون خلال الأشهر الأولى من الموسم الفلاحي؛ بفضل مساهمات الدولة المقدمة التي تمثلت في تقديم كميات كافية من الأعلاف لمربي الأبقار. حدة هذا التأثير تتعاظم أكثر، حسب المتحدث ذاته، بالنسبة إلى الفلاحين أصحاب الأراضي البورية التي تتطلب كميات مهمة من التساقطات المطرية، بينما يقل هذا التأثير بالنسبة إلى الأراضي المسقية، "التي يستطيع أصحابها الاعتماد على المياه الجوفية والسدود من أجل إنتاج الكلأ والتبن الكافي"، على حد تعبيره. تبعا لذلك، يؤكد المسؤول بالفيدرالية البيمهنية للحليب على أهمية استفادة الفلاحين من التكوينات التي يقدمها مركز الاستشارة الفلاحية المغربي-الألماني، أحد المشاركين في الندوة، من أجل تجاوز النقص الذي يسجل عادة لدى الفلاحين في الكلأ؛ وذلك عبر تعويدهم على إنتاج الكلأ في الظروف الملائمة وتخزينه لفترات الجفاف. وحول تقييمه لإنتاج قطاع الحليب بالمغرب، أكد رئيس الفيدرالية البيمهنية للحليب، الذي وقع باسم مؤسسته اتفاقية مع مركز الاستشارة سيستفيد بموجبها الفلاحون المغاربة من تكوينات في مجال الإنتاج النباتي وتدبير الضيعات الزراعية فضلا عن الاقتصاد الفلاحي، (أكد) أن عقد البرنامج الموقع مع الدولة يسير تطبيقه في أحسن الأحوال إلى حدود الفترة الحالية، نافيا وجود تخوفات وسط المهنيين بشأن انخفاض الإنتاجية. بالمقابل، يشكل معطى التسويق هاجسا كبيرا للفيدرالية وباقي المهنيين، كما أكد الولتيتي، الذي عبّر عن تخوفات القطاع من عدم مواكبة التسويق لحجم الإنتاج المسطر بلوغه في أفق سنة 2020، والبالغ حوالي 4 مليارات لتر في السنة، داعيا إلى مضاعفة الجهود على مستوى الإشهار للتعريف بمزايا الحليب والتشجيع على استهلاكه.