أثارت الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة حلب بسوريا موجة غضب انطلقت من صفحات "فيسبوك" إلى شوارع المملكة، وكانت المحطة الأولى من أمام البرلمان؛ حيث التئم العشرات رافعين شعار: "أنقذوا حلب.. أوقفوا المجزرة". وفي هذا الإطار، قال محمد بولوز، قيادي بحركة التوحيد والإصلاح، إن الوقفة هي بمثابة "صرخة من الشباب للتعبير عن رفضهم للمواقف الرسمية المتخاذلة أمام المحنة الشديدة التي يعرفها الشعب السوري". وفي تصريح لهسبريس على هامش الوقفة التي نظمت مساء اليوم، قال بولوز إن الشعب السوري "لم يطلب أكثر مما تطلبه الشعوب الأخرى من ديمقراطية وشفافية وتغيير الأنظمة التي طال أمد استبدادها"، قبل أن يضيف: "مطلب شرعي واجهه العالم بصمت وتواطؤ"، على حد قوله. واعتبر المتحدث أن موقف الأمة ككل مما يحدث في سوريا هو "مخجل"، وقال: "على الأمة أن تستيقظ من سباتها وعلى الأقل أن تنظم وقفات رمزية تعبّر عن الرفض وتوضح بأن الشعوب ما تزال تنبض". وأكد بولوز أن "الروس تخطوا حدودهم وقصفوا المستضعفين، وكذلك الإيرانيون وعدد من القوى التي تحالفت مع الطاغية بشار الأسد". وفي الإطار نفسه، عبّرت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، في بيان لها، عن إدانتها "لجرائم نظام الأسد وحلفائه، خاصة النظامين الروسي والإيراني"، داعية المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي إلى "إيقاف سياسة الكيل بمكيالين وإلى رفع أي غطاء عن بشار الأسد ونظامه وأعوانه ودعم الشعب السوري في مسيرة تحرره". وزادت الهيئة: "أمام صمت عربي ودولي رسمي مريب، يستمر النظام البعثي الفاشي وأعوانه في سياسة القتل والإبادة الجماعية الممنهجة التي خلفت الآلاف من الشهداء والمعطوبين واللاجئين من أبناء الشعب السوري الأبي". البيان انتقد ما أسماه "الإبادة الجماعية التي تعرفها حلب خلال هذه الأيام جراء الحملة العسكرية الشرسة على ما تبقى من الأحياء المحاصرة شرقي المدينة التي تتعرض للقصف بمختلف أنواع الأسلحة"، مستنكرا "الاجتياح البري من قبل قوات النظام والمليشيات الأجنبية المساندة لها، مما حول المدينة لبركة من الدماء والأشلاء وسط استغاثات للآلاف من المدنيين". أحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، قال لهسبريس إن جمعيته "لم تكن على علم بالوقفة"، معلقا: "وقفات من هذا النوع لا يمكن أن يعد لها الإنسان في ساعات معدودة .. نحن لسنا على علم بالوقفة ولا بالشعارات التي يمكن أن ترفع خلالها، هل الأمر يتعلق بإدانة جهة على حساب جهة أخرى أم إنه موقف إنساني عادٍ؟"، على حد تعبير الهايج. واعتبر المتحدث أن الوضع بسوريا منذ بداية الأزمة هو "وضع لا إنساني ومؤلم ولا يمكن إلا أن نعتبر أنه يدخل في إطار الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب"، مضيفا: "تدمير البنى التحتية والتقتيل ونشر الخراب أفعال لا يمكن إلا إدانتها".