يواصل رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، جولته عبر جهات ومناطق المغرب؛ إذ حط رحاله في جولته السابعة بمدينة بني ملال، ليلتقي بأعضاء وأنصار "الحمامة" في هذه الجهة؛ حيث حثهم على المضي في تطوير أداء الحزب ورفع مكانته وسط المشهد السياسي بالبلاد. وكما لم يشر خلال جولاته الحزبية الأخيرة التي خصصها لترتيب أوراق هيئته السياسية، إلى موضوع مشاورات حكومة عبد الإله لبنكيران، وموقفه من المشاركة أو عدمها في الائتلاف الحكومي، آثر أخنوش في بني ملال أن يغض الطرف عن الموضوع، ويركز على تقوية أدوار ومهام حزبه. وقال أخنوش، ضمن مداخلة له أمام أعضاء ومتعاطفي حزب "الحمامة" في بني ملال، إن سياسته الجديدة تهدف أساسا إلى تغيير الصورة النمطية لممارسة العمل السياسي في البلاد، مشددا على ضرورة تفعيل وتنزيل مقتضيات الجهوية الموسعة وفق خصوصيات كل منطقة. وطالب أخنوش مناضلي حزبه بالتواصل مع غير المصوتين الذين اختاروا مقاطعة الانتخابات؛ لأن هؤلاء يشكلون كتلة كبيرة، مشددا على أن ذلك يتطلب مجهودا مضاعفا من طرف الحزب عن طريق تقديم عرض سياسي مغرٍ، قوامه الأمل وبديل حقيقي للاستجابة للتطلعات المشروعة. "لن نسمح بنسيان المواطنين، وطلبهم فقط عند المحطات الانتخابية للتصويت فقط"، يقول أخنوش الذي أكد أن الحزب "سيبني استراتيجيته القائمة على القرب من المواطنين بشكل يومي"، مضيفا: "التجمع سيطور ذاته وسنكون حزبا أكثر قوة وتنظيما في المستقبل، لخدمة كل منطقة تبعا لخصوصيتها". ورحب أخنوش بجميع المواطنين الذين يجدون أنفسهم متفقين مع مبادئ وقيم العمل، وقيم الجدية و"أغراس أغراس"، مشددا على أن "هذه المرحلة تأتي للقطع مع ممارسات الماضي، والعمل السياسي المرتبط بالمناسبات والحملات الانتخابية في البلاد"، على حد قول زعيم "الحمامة". وأورد وزير الفلاحة والصيد البحري في حكومة تصريف الأعمال أن جهة بني ملال-خنيفرة استفادت كثيرا من عدة مشاريع في القطاع الفلاحي التي عادت بالنفع على الجهة، مشيرا إلى الثروة المنجمية للفوسفاط التي يعد إقليمخريبكة مصدرا مهما لها على الصعيد الوطني. وتابع أخنوش بأنه "على الرغم من أن الجهة تتوفر على مؤهلات طبيعية هائلة، لكنها تعاني من إشكالات أخرى، مثل الأمية، والفقر الذي يتخطى المعدل الوطني"، مبرزا أن "جولته الجهوية أتت لتسمع وتعرف الطريقة المثلى لتنزيل مضامين الجهوية الموسعة وروحها٬، من أجل أن تستفيد كل جهة من ثرواتها بشكل مثالي". وتوقف أخنوش عند أهمية رهان الجهوية الموسعة، "التي سيضع الحزب كل الآليات من أجل الانخراط فيها بشكل فعال؛ لأنها السبيل الوحيد لإحداث قدر من التوازن التنموي والاقتصادي بين الجهات، وتحفيز التنمية المحلية وتحريرها من سلطات المركز"، وفق تعبيره. وأردف الزعيم الحزبي ذاته أن "الجهوية هي الحل الوحيد الذي يمكننا من معرفة حاجيات كل جهة بالتحديد، مع ضمان العمل الفعال، والسرعة والدقة في تلبية حاجات الناس"، قبل أن يؤكد أن "حزب التجمع الوطني للأحرار يمد يديه إلى الجميع، ولا يغلق الباب أمام أي أحد".