رغم وجوده خارج أرض الوطن رفقة الوفد الرسمي المرافق للملك محمد السادس في زيارته إلى إثيوبيا ومدغشقر، حرص عزيز أخنوش على مخاطبة شبيبة حزبه في فيديو من حوالي دقيقتين دعاهم فيها إلى الالتزام بشعار: «أغراس أغراس»، أي «العمل والمعقول» كما ترجم في شعار الحزب في الاستحقاقات الأخيرة. الشبيبة الإقليمية للحزب بجهة سوس ماسة التي عقدت لقاء جهويا بمدينة تزنيت، يوم الجمعة المنصرم برئاسة برلماني الحزب وكيل لائحة الشباب مصطفى بايتاس، تفاجأت على غير العادة بكلمة الأمين العام للحزب ابن منطقتهم عزيز أخنوش والرسائل التي تضمنتها، ومنها على الخصوص ما كشف عنه من انتظارات من شبيبة الحزب في ما أسماه «الانطلاقة الجديدة للحزب في جميع مناطق المغرب»، في وقت ينتظر منه الرأي العام أن يكشف عن فحوى لقائه برئيس الحكومة المكلف بمراكش، والرد على تصريحات ابن كيران التي قال فيها إن: «لقاءه به ساهم في تجاوز التشنج»، وأيضا قوله: «لا أريد العار مع أخنوش، لكن إذا كانوا لا يرغبون في الالتحاق بالأغلبية الجديدة، على راحتهم، لكن ليتأكد الجميع أنه لا مجال للابتزاز». وعكس عبد الإله بن كيران الذي استقبل شبيبة حزبه في نهاية الأسبوع الأخير، لم يتحدث عزيز أخنوش عن القضايا السياسية الوطنية خاصة مشاورات تشكيل الحكومة المتوقفة، وفضل التركيز على الشأن الداخلي لحزبه، فقد ذكر شبيبة حزب الحمامة بأهمية العمل التنظيمي لأن الحزب كما قال، «يراهن عليهم في المرحلة المقبلة ليكونوا ركيزته لإيصال الصورة التي يريدها إلى مجتمع يحتفظ بأصالته، ولكن أيضا عصري يتماشى وروح العصر». رسالة أخنوش للشباب التجمعي بجهة سوس ماسة، دعت شبيبة الحزب إلى «المزيد من الاهتمام بالشأن السياسي والشأن العام»، لكن أيضا دعاهم إلى «التواجد في الميدان وعدم ترك الساحة فارغة»، وأشار في الوقت نفسه إلى أن «الحزب ينتظره مستقبل جديد بمنهجية جديدة في إشارة إلى استراتيجية عمله التي وضعها فور تسلمه رئاسة الحزب من الأمين العام السابق صلاح الدين مزوار»، وذكرهم بشعار حزبهم «أغاراس أغراس»، وحثهم بعدم «الالتفات لا إلى اليمين ولا إلى اليسار»، والأهم بالنسبة له «خدمة الوطن والمواطنين». ورغم أن الفيديو لا يحمل رسائل سياسية مباشرة، إلا أنه يكشف أن حزب التجمع الوطني للأحرار، وفي عهد أمينه العام الجديد، يعد لاستراتيجية جديدة للحضور بشكل قوي في المشهد الحزبي والسياسي الوطني، ويكشف أيضا تحضيرا لحضور هيئات الحزب في الميدان واستعداده لتدبير الشأن العام على المستوى الحكومي. يأتي ذلك في وقت ينتظر رئيس الحكومة المكلف عودة عزيز أخنوش لاستئناف جولة جديدة من مفاوضات تشكيل حكومته، وإن كان قد التقاه بمراكش على هامش كوب 22، وقال حينها ابن كيران إن «اللقاء بدد قليلا من سوء التفاهم بيننا»، وسارع مباشرة بعد اللقاء إلى توضيح ما قصده بوصفه حزب الأحرار ب «المعطوب» بقوله إن: «وصفه للتجمع الوطني للأحرار بالحزب المعطوب وفرض عليه شروط تعجيزية لا يمكنه القبول بها، قصد به وضعيته في الفترة التي تلت استقالة مزوار قبل تعيين أخنوش، والمعطوب يعني أن الحزب كان بدون رئيس»، وأن الأمر لا يتعلق «بمعيورة، ولا داعي للتصرف على هذا الأساس»، وذلك في إشارة إلى رد أخنوش الذي قال فيه «إذا كان حزبنا معطوبا فلماذا يسعى ابن كيران للتحالف معه». وجود عزيز أخنوش خارج البلاد سيجعل رئيس الحكومة المكلف، رهينة انتظار أهم حليف أعانه على تشكيل النسخة الثانية من حكومته في ولايته السابقة، لكن لا يبدو في الأفق أن سوء الفهم قد يتبدد خاصة أن أخنوش لم يتردد في رد الصاع صاعين لزعيم حزب العدالة والتنمية بقوله إنه: «يرفض منطق تضييع الوقت والكلام الفارغ»، واعتبر أن «الهجوم غير مفهوم على حزبنا، وإذا كان رئيس الحكومة يعتبره معطوبا فلماذا ينتظر التحالف معه؟»، وأيضا قوله إن ما صدر عن الأمين العام للبيجيدي «مسيء لمؤسسة رئاسة الحكومة»، وأن «الطريقة التي تحدث بها لا تساعد على بناء الثقة بين الأحزاب التي تنوي التحالف في حكومة واحدة». أوسي موح لحسن